منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أمواج بلا شاطئ
الموضوع: أمواج بلا شاطئ
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-17-2009, 11:42 PM   #133
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 52

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي مقطع من سيمفونية الهم ،،



لقد سمحت لفجوة من الزمن أن تفتح بابها ،،
فانبعث منها حنين القلب شوق ،،
ثم تحول الشوق إلى خواطر معربدة تعيث فسادا في خلايا الجسد ،،

كانت نسمة خفيفة تداعب بعض الأشجار ،، استسلم لها أحد الأكياس الفارغة ،، فترفعه تارة وتطيح به تارة وتديره تارة أخرى ،، وتحيطه بهالة من قصاصات الورق وبعضا من النفايات كأنها ترقص له نغمات تدحرج علب المشروبات الفارغة ،،
وكان البحر يجري في فتور ،، لا تسمع فيه إلا همسات يصبها في آذان جدة كأنما يهدهدها بها حتى تنام ،، فالعين يقضى تسامر الشجن والجرح يئن تحت وطأة الزمان ،،

وفجأة ساد الصمت ،،
وتوقفت الزفة عن السير ،،
وسكن حفيف الأشجار سكونا طويلا ،،
كأن الكون أراد أن ينصت إلى قصة ،،
بدأت تنثر الحزن على حواشي الأمس ،،
أيقنت أن رحيله كان بداية لمنغصات كتمها الزمن ثم كشف عنها اليوم واحدة تلو الأخرى ،،

لقد اختار القلب طريقا فغرس فيه الأحلام وعلى جانبيه الورود ،،
ولكن سرعان ما انقشع الحلم فبدت الحقائق سيئة بشعة كابتسامة الجمجمة ،،
فتساقطت أوراق السعادة كأنها شجرة نبتت من بذرة خريفية ،،
ولو بحث الهم عن مسكن يرتضيه ويوافق ذوقه لما اختار سوى ذاك القلب ،،
مجند لغرض لا يعلم سره ،،
كأنها في مفترق طرق عارية خاوية غامضة مجهولة ،،
وكأن على أفق وجوده شيئا لا يفهمه ،،
يحس كأنه شئ مجوف ،، أو كأن باطنه صحراء ،، فليس هناك عمران ولا أنس ولا نور ،، منقسم على نفسه ،، فأعلن بعضه الحرب على بعضه الآخر ،، ما بين طبيعة الماء وماء الطبيعة يحطم الصخر بينما ينساب قطرة قطرة ،،

أراد الهرب من هذه الشرنقة التي كبلته ،، فأخذ يسمعني شئ منه ،، انداحت الأنغام كأنها تنتحب ،، وبعض الأوتار كانت كأنما يقطر منها الدمع ،، تئن أنينا رفيعا مثل الخافت المتهافت ،، مقطعا من سيمفونية يتصبب لها ليل الحرف ويتموج ،، تشم رائحته وتسمع وقع خطواته وتلامس ظله ،، عندما يمتزج همس البحر بأشجان النوارس ،،

نتخيل في بعض الأحيان أننا نستطيع أن نصنع ما نشاء ونخلق له من الأسماء متى ما أردنا ،، فتطل الأقدار من نوافذ الظلام ،، وتجعل تصنع لنا الشقاء وتخرج ألسنتها ساخرة ،،
فالأيام لا تستطيع أن تهادننا إلى وقت طويل ،،
إنها إن فعلت ذلك لكان معنى ما فعلته أنها غيرت فطرة فطرها عليها الرحيم ،،
فنتساءل : ما هو الثمن الذي نجهد قلوبنا ونشمر أثوابنا للجري في سبيله ؟! ،،

 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس