
سَأبدَأُ بِمَا أنْتَهى بِيْ :
عِنْدَما اسْتَيْقَظَ الْصُبْحُ مُتَشِحَاً بِالذُبُولِ .. والْعَصَافِيرُ التيْ اعتَادتْ أَنْ أَقْتَسِمَ وَإيَّاهَا رَغِيفَ الْشَقَاوَةِ لِأُطْلِقهَا فِيمَا بَعدُ لِلتَغريْدِ وَ تُطْلِقنِي لِلعَبَثِ بِلَحَظَاتِ يَومٍ جَديْد .. تِلْكَ الْعَصافِير أَلْفيْتَها مُغتَالَةً بِخِنجَرِ الْفَقْد عَلَى نَاصيَةِ شُبَّاكِيَ الْمَكْسُور .. سَابِحَةً فِيْ بَحْرِ دَمْعٍ خَلَّفَتْهُ مُقَلَ الْسَهْرِ الْذيْ رَافَقَ لَيْلَتِيْ الْفَائِتَة الْمَشُوبَةَ بِاخْتِلَاف .. لَمْ يَسْبِقْ لِ سِوَاهَا أَنْ عَرَفَتْ مِثْلَه ..
وَ الْشَمْس .. تِلْكَ الْدَافِئَة الْتِي تَبْعَثُ لِي خِصْلَاتِهَا وَتُلْقِيهَا فِيْ أَحْضَانِي .., تَتْركْهَا بَيْنَ يَديَّ لِ أَصْنَعَ مِنَهَا جَدَائِلَ الْنُورِ , أَشْرَقَتِ الْيَومَ فِيْ خُنُوعٍ وَ كَسَلٍ بَدَا جَليَّاً مِنْ خَطَوَاتِهَا الْمُتَقَهْقِرَة إِليّ .., حَيْثُ تَتَقدَّم خَطْوَة وتَتَرَاجَعُ خُطُواتٍ .. وَكَأَنَّهَا تَخْشَى عَلَى قَلْبِي أَنْ يَنْفَطِرَ أَكْثَر وَيُكْمِلَ وَجَعَ اللَيْلَةَ الْمَاضِيَة الْذِيْ تَحَدَّثَ بِهِ الْمَسَاءُ للِصُبْح عِنْدَ بَوابةِ الْسَمَاءِ قَبْلَ رَحِيلِه ..!
يُشْفِقُ الْصُبْحُ عَليَّ بَعْدَ ثَرثَرةِ الْمَسَاءِ عَنّي .. وَلَمْ يَخْطُرْ بِبَالِهِ أَنَّ الْقَدَرَ أَصْفَحَ عَني وَ أّبْدَلَ بَارِحَتِيْ الْحَزِينَة بِ حُلُمٍ كَانَ [ هو ] فَارِسَه .. لِ أَصْحُو عَلَى ابْتِسَامَتِهِ وَ يَده تُعَانِقُ يَديْ ..!
ــــــــ وَسَ أَنْتَهِيْ بِ الْبِدَايَة :
إِذْ أَنَّ الْليْلَةَ الْمَاضِيَة يَنْقُصُهَا شَيءٌ مَا .
إِمَّا أَنَّهَا تَفْتَقِدُك .. أَوْ تَفْتَقِدُنِي فِيْ غِيَابِك ..!