منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - !! المقهورة ]] رواية [[ !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2009, 10:42 PM   #31
الوجه الأليم
( كاتبة )

افتراضي






الحلقة الحادية عشر : غموضها !










استطعت أن أفيق باكرا ً على صوت المنبه الذي قمت بتضبيطه الليلة الماضية بعد اطلاعي على وقت الاذان من الجريدة الموضوعة على مكتب والدي ..





المؤذن ينادي " الصلاة خير من النوم "



في حين الادمع تتقاطر على خداي حزنا ً وشجنا ً وألما ً !





إنه لن يهنأ لي نوما ً بعد هذا إن لم أصلِ !





بكيت كثيرا ً هذا الفجر ,, و أنا أتلو آيات من الذكر الحكيم ,, !



فآه على أيام عمري الراحلة .. ..





وحين طويت سجادتي ناهضة , رفعت يدي نحو السماء داعية للرب بقبول توبتي ,, وراجية منه أن يبقي لي مريم .. هذه الانسانة التي معها أدركت حقيقة الاشياء من حولي .









.

.





رغم البهجة التي اعتلتني لزيارة مريم ,, الا اني في استغراب تام لهذه الزيارة !

إنها ترفض وبشدة الزيارات .. ما الامر اذا ً ؟





أظن الامر متعلق بزيارات زميلاتها لمنزلها فحسب ,, وهذا الرفض المطلق لم يكن الا متأخرا ً والا لما سألت والدتي منذ مدة عن عدم حضوري ..





مريم ,, زيارتها الاخيرة هذه رغم فرحتي بها الا أنها زادت قهري قهرا ً !

وقد تضاعف القهر آلاف المرات بقولها هذا الصباح في الحافلة :



" إياك واخبار زميلاتي بموضوع زيارتي لك ِ ! "



سألتها فورا ً :



" لماذا ؟



" لا أريد أن يعرف احدا ً بذلك .



" ما الامر مريم اخبريني ..





تتنهد قائلة :



" ليلى لا تحاولين معرفة كل شيء ,, لو كنت انوي قول السبب لذكرته دون سؤالك ِ





يالهذه الانسانة ,, أتراها تسعد حين تراني غارقة في السراب ؟



قلت هذه الجملة غاضبة :

" حسنا لن اخبر أحدا بالامر !



تمسك بيدي بحنان متأملة أطرافها :



" اعذريني ,, ولكن ثمة حقائق لا يتوجب علي قولها لك الان ,, ولكني اعدك أنك ستعرفينها لاحقا ً ,, إن ابتغيت مداومتي على زيارتك لا تخبري أحدا ً ..





شعرت بحاجتها الماسة لأخفي هذه الزيارات ,, وشعرت بأن وراءها سرٌ كبير تخشى علنه ,, والا لما كان هذا التحفظ التام على الامور .. ؟





فما السر وراء رفضها الزيارات المنزلية ؟

و ماذا سيجري لو عرف البعض عن زيارتها لي ؟

ومن تكون هيفاء حتى يكون الحديث عنها من الامور التي يحبذ كتمانها ؟

وما السر وراء رغبتها الكبيرة في أن تكون مصدر سعادة للغير ؟





سأبقى على انتظار مع تحقيق الوعد بايضاح هذه الامور ,, و أرجو أن لا أجن إلى ذلك الحين!



أتذكر بأنها أخبرتني في أحد المرات أنها لا تحبذ أن تأكل شيئا ً في الفسحة المدرسية ,, واجابتها كانت مصحوبة بشيء من الاستغراب ..



لم يبدُ لي الامر عاديا ً ,, أظنه هو الاخر حقيقة لا تود أن يعرفها أحد !



كثير من الامور كنت أحسبها لا معنى لها وقد تبين لي بأنها بحال مخالف تماما ً ..



فمريم غامضة في ابتسامتها ,, وفي نظراتها .. وفي أقصر الجمل التي تقولها ! إنها غامضة في كل شيء !





****





تذكرت قول أخي عادل في ما سبق بخصوص انتاجها الادبي الذي كان شيئا مما أشارت له بعض المدرسات هنا ,, فسألتها فور جلوسنا في الفسحة :



" لم أطلع على شيء من انتاجك الادبي ,, أريد أن أرى كتاباتك ..



" غريبة !



" ما الغريب بالامر ؟



" أنت لا تحبين الكتابات الادبية ..



" عزوفي عنها لا يعني مقتا ً ,, أنا لم أفكر بقراءة قصة أو نثر خارج ما درسته وأدرسه هنا بالمدرسة .



" زميلاتي ومدرساتي لم يطلعن الا على الكتابات التي تخص مادة اللغة العربية في حصة التعبير !



" حقا ً ؟؟



" أجل .. لا أحبذ أن يقرأن غير هذا !



هل وراء كتاباتها سرا ً أيضا ً ؟؟ أعِّني يا إلهي !



سألتها :



" هل يطلع على كتاباتك أحد غير زميلاتك ومدرساتك ؟



" أجل هنالك من كان يطلع عليها ..



" من ؟



" أخي و ... !



و .. تصمت !! كعادتها هذه الانسانة دوما ًالصمت ..



الصبر الصبر ,, هبني إياه يا رب ..



قلت لها:



" أخبرني أخي أنه اطلع على قصة لك منذ مدة !





تطايرت شياطين الدهشة من عينيها ,, وملأ الاستغراب ملامحها ,, وتقول لي:

" أخوك قرأ قصة لي ؟ كيف ؟ ومتى؟



" أجل قرأ وكان ذلك منذ أربع سنوات تقريبا ً لكن كيف لا أدري ! .. ما الذي يدعوك للاستغراب ؟؟



" قصصي لم يقرأها الا شخصين فقط وأخوك ليس واحدا ً منهما ,, فكيف قرأها ؟



" لا أدري ولكن ما المحزن في الامر .. ؟؟

" أوه كلا ,, لم أكن اعلم بالامر , من الذي أوصلها له ؟



" مريم ! لماذا كل هذه العصبية ؟؟



" لقد وعداني أنهما لن يدعا أحدا ً يطلع على قصصي المكتوبة ,, وعداني فكيف وقع ذلك ؟



أحيانا غموضها وسريتها تتحول لشيء من الغرابة . فهل يبدو الامر مهما ً لحد العصبية هذه ؟



" مريم أهدأي واخبريني بالامر .



" كيف أهدأ ,, و أنا لا يمكن لي التحقق عما إذا وفى كل منهما بوعده !



أخيها قد رحل ,, أما الاخر والذي لا تحبذ اسمه هل رحل أيضاً ؟



سألتها :



" هل رحل الاخر ايضاً ؟؟



تقف متوجهة للشجرة القريبة من مكاننا .. تتأمل بجذوعها .. بأوراقها المتساقطة التي تعلن حضور فصل الخريف وتقول بصوت شجي :



" أجل رحل ,, ليجعلني كمثل هذه الشجرة المتساقطة أوراقها !





شعرت بالحزن لهذا القول ,, فلقد أجرى رحيل خالي العزيز على حياتي شجون مامثله شجون ,, وخوف من القادم بأطيافه دوما ً يطاردني ,, الا أن حبي لك يامريم أعادني لهذه الحياة ,, أخُوتك جعلتني أدرك بأن لا تزال الدنيا بخير بوجودك معي ..



لقد تناسيت كل شيء بوجودك .. حتى رحيل العزيز .. أتراني غير كافية لقتل الحزن المقيم بداخلك لرحيل ذلك الاخر الذي لا تريدين أن يعرفه أحد؟ وأنا العزيزة التي صرحت بها علنا امام صحبك ؟





مريم ,, إنك حتى في المرة الاولى التي تخبريني فيها بحزن مقيم في داخلك غامضة .. ! لأدرك فقط بأنك شجرة تعيش فصل الخريف .. أما البقية فأجهله .. ألا استحق أن اعرف ولو القليل ؟





أنت لا تدركين بأن قولك الاخير هذا أهوى بي ,, أنت لا تدركين أنه جعلني أشعر بأن ذرات الاكسجين هذه تخنقني .. تشعرني بالنهاية ..



أنت لا تعلمين أنه أماتني .. ! حقا ً لا تعلمين !!



أنه الحزن العميق الذي أشعر به الان وأنا أعرف مكاني لديك ِ ! إنه الالم الذي يجتاحني الان وأنا أعرف بأني لم اقوَ بوجودي حتى أن أكون ماء اسقي عروقك العطشى ..





أخبريني عزيزتي ماذا اصنع وأنت خلقت ألف حاجز وحاجز لتخطي كل نوافذك ..

أخبريني عزيزتي ماذا اعمل لاجلك وأنت ترفضين اصغائي ..

أخبريني عزيزتي كيف اكون لك الماء وأنت لا تجديني أهلا لاقوالك السرية ..



أخبريني يا مريم .. ؟



إن كنت أعرفك منذ شهور فأنت تعرفيني منذ مايقارب الاربع سنوات ,, ألم يكن هذا كفيل للامان ؟

أم أنك ترفضينه معي .. ؟؟







مريم ,, رغم غموضك .. تبقين الاخت العزيزة ..

رغم الحواجز التي صنعتيها من حديد .. تبقين الصديقة ..

ورغم كل شيء ,, تبقين أنت ,, مثل ما أنت ,, مريم المختلفة !







مريم إلى الان غارقة في عالم ذلك الاخر الذي لم تخبرني بأي شيء عنه ,, لأتركها وحدها تعيش لحظات الماضي وأتسلل خفية متوجهة للصف ..









.

.



سحبت أذني بقوة عند جلوسها أمامي في طريق العودة وتقول :

" أيتها الخائنة ,, كيف تتركيني وتمضين ؟



" لقد وجدت فكرك غير حاضر ,, شعرت بأن لك رغبة في الانفراد ..



" هذا ليس سببا ً اخبريني لماذا تركتني ؟



بل سببا يا مريم ,, لماذا لا تصرحين ؟



" هل لي بسؤال ؟



" تفضلي عزيزتي ..



" شكرا ً .. مريم .. هل تشعرين بالامان معي ؟؟





أوقات عديدة حين أسألها تصمت ثم تجيب ,, أما هذه المرة أجابتني فورا ً :



" بالطبع اشعر به .. ! ليلى افهم شعورك تجاه تصرفاتي .. اعتادي على غموضي لحين يُفرج له بالايضاح .. الجمعة القادمة سأتحدث معك حول هذا الشأن .. لكن اخبريني ما اخبار الامتحان ؟



" أي امتحان ؟



" أوه ! هل أنت جادة ؟؟ امتحان التاريخ أنسيت ِ ؟



" لا لم أنسَ .. الامتحان كان سهلا ً للغاية أتوقع الدرجة الكاملة ..



" ممتاز جدا ً .. ثابري ليلى أريدك متفوقة هذا الفصل ..



" بعون الله سأكون كما تريدين ..



وأدير بصري ناحية النافذة وأضيف :



" وأتمنى أن تكوني كما أريد ..



لم أسمع شيئا منها ,, بل حتى زفيرها لا اسمعه ! فأعدت بصري ناحيتها ,, وجدت دمعة محتبسة بين جفونها .. ! ماذا ؟؟ مريم .. مريم على وشك البكاء ؟؟



خفق قلبي خوفا ً ورحت أسألها :



" مريم مابك هل أزعجتك بشيء ؟



فتجيبني مغمضة العين حابسة تلك الدمعة :



" لعمري يصعب علي أن لا أكون كما تريدين ..





لتكتفي بذكر هذه الجملة وحدها وتفضل الصمت المطبق بالالم دون الحديث إلى أن ودعتها بعد النزول من الحافلة ..



هل شق الحزن طريقه في داخلنا منذ الان ؟؟

مريم انت قادرة على ان تبعديه .. فابعديه ارجوك





حين يكون فكري مشغولا ً فإني لا ارغب بتناول أي شيء .. لذا صعدت مباشرة للأعلى وجلست على الاريكة القريبة من غرفتي وغرفة أخي .. أتراه قادر على الحوار معي هذا اليوم ؟؟



اخبرني في المرة التي سبقت انه ثمة حديث مؤجل لم يرغب في قوله انذاك .. حان وقته الان ,, لن اقبل بتأجيله اكثر من ذلك ..



أوه .. الصلاة !





نادتني والدتي قائلة :



" عزيزتي نحن ننتظرك على الغداء ..



" امي لا اريد شيئا ً سأصلي الان ..





المسافة فيما بيننا طويلة ولا استطيع رؤية ملامح أمي ,, ولكني ادرك تماما ً أنها تغيرت !

أدرك تماما أنها استعجبت وقت صلاتي الذي باشر عودتي ..



فلتتعجبي أمي ,, فليلى اليوم هي ليست ليلى بالامس !





*******











إلى الان لا أتملك القدرة الكافية التي تدعوني للتركيز التام على محتويات هذا الكتاب !

مريم ,, ليتك معي تذاكرين .. غدا ً هو الامتحان والى الان لم أقوَ على مذاكرة أي شيء ..



سمعت صوت باب غرفة عادل يفتح ,, قفزت للاطلاع على الامر ,, و وجدت أخي - بشعره الطويل .. وبلحيته الكثة التي توحي لمن يشاهده أنه من العصور الوسطى – ينوي الخروج .. فسألته :



" عادل إلى أين ؟



" إلى خالي حيث يكون !



" حسنا أنتظرني سأرتدي عباءتي و آتي معك ..









المقبرة كانت مخيفة هذا المساء ,, و أشعر بأن عظام الموتى تحدثني ! وأصوات آهاتهم أكاد أسمعها .. في المرة السابقة لم أشعر بمثل هذا الخوف الذي يعتريني عند هذا اللحظة ..



وحين أناظر أخي يصور لي أنه سيلحق بهم عما قريب .. لا لا ! أخي أرجوك عد لهذه الحياة ,, فوالله سأموت إن خطفك الموت مني ..



عادل بدا نحيفا ً للغاية ,, لقد تغير كل شيء فيه ..



تمدد على قبر خالي وأخذ يحدثه عن شجونه من بعده ,, و يثرثر بآلامه ,, هل ياترى الموتى يسمعون ؟ أخشى عليك من الجنون .. أ ولست واقع فيه الان ؟





تخطيت القبور لأصل عند قبر أخ مريم .. تبدو التربة رطبة ,, والورود الموضوعة عند حافة القبر ليست بجافة .. إن أهله يداومون زيارته ..





قرأت الفاتحة ,, و دعوت له بالنعيم .. وحين أنهيت مراسيم الزيارة .. وجدت عادل أخذ غفوة بجانب قبر خالي ,, أصبحت معتادة على هذه المشاهد ..





وجدتها فرصة لزيارة القبور الموجودة هنا .. فالكثير من أصحابها قد هجرهم أحباؤهم .. إن المقبرة عالم مخيف .. خصوصا في هذا الوقت الخريفي .. فبالاوراق المتطايرة على القبور هنا وهناك ,, تدرك حتمية هذه النهاية ..





شعرت بأني أنجزت أمرا ً كان لابد لي فعله منذ مدة ..



جلست عند أحد القبور ,, كان لفتاة عمرها 17 سنة .. أهديت لروحها الفاتحة .. وقرأت لشبابها الراحل الدعاء ,, وحين أردت البكاء وجدت ظلا ً خلفي !



" عادل ؟ أفزعتني !



سألني بهمس خفيف :

" هل تعرفينها ؟



" لا ,, لكني زرت الكثير منهم اثناء غفوتك ..





جلس بجانبي ومضى هو الاخر يحدق بالقبور هنا ,, ويطيل النظر عند ذلك القبر " قبر أخ مريم " ويتمتم :

" ليتني كنت معكم !





لم تبدو عليه رغبة النهوض ,, هو يطيل المكوث هنا في المرات القليلة التي يزور فيها العزيز الراحل ,, حاولت أن ابعده عن هذه الاجواء ورغم المكان الغير ملائم لقول مالابد قوله الا أني ناديته :



" عادل ؟



لم يسمعني منذ أول نداء ,, وحين كررته ثانية وثالثة أنتبه فقلت له :



" اخبرتني فيما سبق أنك قرأت لمريم قصة أليس كذلك ؟



" أجل قرأت ..



" كيف وصلت لك القصة ؟



سؤال رآه غريبا ً .. هكذا فهمت من نظرته فأجاب :



" القصة لم تصلني ,, إنما وجدتها على مكتب خالي في أحد المرات ..





ماذا ؟؟ خالي ؟؟ ما دخل خالي بالامر ؟ هل .. هل هو الاخر ؟؟ لا .. ! لا أظن .. سألته :



" هل خالي هو من دعاك للاطلاع عليها !؟



أجابني بعد لحظات :



" لا ,, خالي لم يكن يعلم بأمر قراءتي .. اثناء قراءتي لها كان بالحمام .. ما المهم بالامر ؟



خالي إن كان هو الاخر فقد وفى بوعده ! لكن السؤال الان لماذا لم تصرح به ؟ ولماذا رغبت بكتمه ؟؟ بل لماذا جعلت رحيله وجعا ً.. ؟؟





" لا أدري ولكن حين أخبرت مريم بأمر قراءتك لقصة من قصصها غضبت !



" حقا ً ؟

" أجل و رغبت في سؤالك عن الامر ,, فلا أرى ما يستدعي غضبها .. فهي قصص ليس الا ..



" ربما قطعت على خالي وعداً الا يقرأها سواه ..





ماالذي كان يجمع بينهما ؟ خالي ومريم ..



سألت عادل :



" ماذا كنت تخبئ في المرة الاخيرة وتقول بأن الوقت مبكرا ً ؟



كان يشعر بالتردد ,, الا أني لا أملك القوة التي تمكنني من الصبر أكثر من ذلك .. أرغب في معرفة الحقائق من حولي ..



قال :



" حين كان خالي يكثر الحديث عنها بدت لي ابنة العشرين على أقل تقدير وحين عرفت عمرها الذي لا يتجاوز الحادية عشر صدمت .



قاطعته :



" أعلم هذا ما الجديد بالامر ؟



" الجديد الذي لا تعرفينه أن خالي لم يراها ابنة الحادية عشر بيوم من الايام .. وكان ينتظر فقط عمرها الزمني يكبر ليـ ..... !



وصمت !



هل الصمت طبع جميع من يحادثوني ؟؟ اصبحت لا أطيقه أبدا ً ..



" ماذا كان ينوي خالي ؟



" كان ينوي الزواج منها !



" مــــــــاذا ؟؟ هل أنت محق ؟ يتزوجها ؟؟ إنها صغيرة جدا ً !



يبتسم بلطف كأنه يتذكر كل المشاهد الآفلة :

" ومنذ متى كان الحب يعرف عمرا ً .. ؟ ومريم لم تقاس بعمرها الزمني يوماً ..



" هل صرح خالي بالامر ؟؟



" أخبرني به بعد إلحاح مني ,, إذ كنت أرى الحب لشخص مريم متلألأ في عينيه اثناء حديثه عنها ,, وحين واجهته بالامر اكتفى فقط بأمر زواجه المؤجل منها .. و آخر مرة تحدث عنها قال :



"" كبرت مريم كثيرا ً عن أول مرة لاقيتها فيها ,, لقد ناهزت الثالثة عشر ,, سأنتظر أربع سنوات اخرى وأتقدم لخطبتها ! ""







إن كان خالي يعشق مريم التي حملها لايام طوال على كتفه ,, وداعبها ,, واشترى لها كثير من الألعاب .. وخرج برفقة ناصر معها للحدائق لتلعب .. فهل تحبه هي الاخرى .. ؟؟



إن لم يكن يعني لها خالي شيئا ً فكيف برحيله أن يحل الخريف على عمرها ؟؟ و أن تبدو كمثل ما وصفت لي صباح هذا اليوم ؟؟





هل سيكون عشقها شيئا ً مما تنوي اخفائه .. ؟؟ أم أن كل سبل الاخفاء منتهية بعد كشف الحقيقة ؟؟



" عادل ماذا عنها هل تحبه ؟



" لا أدري ,, وخالي هو الاخر لا يدري ..!



فيما أضفت أنا :



" وأنا الاخرى لن أدري !!





****





لو شاءت الاقدار لكانت مريم زوجة لخالي ,, ولو شاءت الاقدار لأكملت العام الخامس لصداقتنا ,, ولو شاءت الاقدار لبارك لنا خالي هذه الصداقة !





حين تيقنت من أمر اخفاء مشاعرها واخفاء حقائقها كنت على حق ! فحين واجهتها بالامر اكتفت بقول أن خالي هو الشخص الاخر الذي لم ترغب في الافصاح عنه ..





وحين حكيت لها تفاصيل الحدث الذي يبرء خالي من تهمة الاخلاف بالوعد حمدت الله حمدا كثيرا ً..



أوليس هذا حبا ً .. ؟؟





حين سألتها ذلك ضحكت ! وقالت :



" خالك حين رآني كنت ابنة الاربعة اعوام ! وكان يلاعبني كثيرا ً .. يمازحني .. ماذا تسمين كل هذا ؟؟ هل هو الحب يا مريم ؟؟







" إن لم يكن الحب لماذا تخفين حقائق المشاعر .. ؟



" لأنها مشاعر خاصة بمن رحل ,, وطالما هو رحل فلن ينفع القول .. فالمشاعر قد رحلت معه !





إن المشاعر لا ترحل مع من رحلوا ,, و إن يكن هو الواقع لما بكيت كثيرا ً على ذكرى جمعتني مع الراحل ؟؟ ولما تمنيت للمرة الالف أنه لا يزال حيا ً يرزق ..





مريم .. لن أتخطى حواجزك .. فالحواجز التي صنعتيها اكبر بكثير من محاولاتي .

لذا سأكون بانتظار الاصغاء لك عند مساء كل جمعة .. !



و إن خابت آمالي عند انتهاء زيارتك ,, ستعود حين الجمعة القادمة !









.







يتبع


 

التوقيع

.0.
.0.


وحيدةٌ أنا دُونما ذاكرة ,,
أو ربما بذاكرة ..
ذُبل فيها كُل شيء .. ,

الاهل ..
الاصدقاء ..
والوطن !


.0.
.0.

الوجه الأليم غير متصل   رد مع اقتباس