قلبي غدى رئةً ثالثة ،
و الحنينُ أصبح يزاحم الهواء حين دخوله إلى صدري .!
في وجه جدي تجاعيدُ كثيرة ، و في عينيه بريق لم ينطفئ . و على عينيه يقع ثقل حاجبيه ، و من على شفتيه الكلمات تتهادى و تبتعد بإرتباك .. تقوس ظهره ، انحنى عوده ، شاب رأسه .. بل إن كلَّ ملامح العجز قد تكاتفت عليه ، أثقلت لسانه ، أضعفت بنيته و أسقطته مقعداً ، و مع ذلك هو يمازح هذا و ذاك و يحب الجميع و لا زال يذكر قصص الأولين و أشياء كثيرة ، ربما نسي أحداث الأمس القريب أما البعيد ، فهو يذكره بكل تفاصيله .! نالت منه الشيخوخة حقاً إلا أنها برغم ذلك ما مست قلبه .! أما أنا فقد شاخ قلبي بك .!
كبر من لعب معي يوماً ، و أصبحت له أسرة صغيرة يعتني بها و بقيت أنا في انتظارك و في انتظار أن يأتي يوم تحقق لي فيه وعداً قطعته على نفسك لي إلا أنك لم تفعل .! سلب الإنتظار مني فتوة قلبي و مع ذلك هو لا يملك إلا أن يحتفظ بحبك ، و يبقى على عهده القديم بك ، و يعيش ما تبقى له من عمره بك .! قلب احتواك و عاشك عمراً ، كيف يستطيع أن يعيش غيرك .!
لست أحاول بقولي هذا اعادتك و لكن .! كثير من حنينٍ إليك ، و قليلٌ من تنفسٍ بعيداً عنك ، هذا ما أستطيع به امساك القلم الآن و فيما سوى ذلك عقلي إلى الشلل أقرب .! تتأجج نارُ فقدك فيّ فتقبلُ حقيقتها عليّ حبواً فلا أستطيع إلا أن أكتب في حدود هذا الحنين الذي أبغضه إليك .!
لا تسلني لِمَ أَحنُ إليك ؟! فأنا لم أفق إلا على حقيقة واحدة هيَّ أنت و كل ما عداك لم يكن ليثير اهتمامي أو ليشغل تفكيري ، ف بالله عليك أخبرني كيف لا أحن إليك و كيف أستطيع نسيانك .؟!
و الله قد شاخ قلبي و شخت أنا قبل أواني بك .!