منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ بعضُ فرح ] ..!
الموضوع: [ بعضُ فرح ] ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2009, 06:03 PM   #198
فرحَة النجدي
( كاتبة )

الصورة الرمزية فرحَة النجدي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 745

فرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي ..




هذه مجرد فضفضة تستطيعون حتماً تجاوزها .!






اليوم كـان جميلاً جداً ، شهورٌ طويلة مرت علي دون أن أتنعم بالصباح و مشاويره العادية بالنسبة للجميع الغير عادية بالنسبة لي ، فأنا أعشق مشاوير الصباح و إن كانت ليست بذات أهمية كبيرة ، ذاك أنني أستطيع رؤية كل شيء كما هو و بوضوح ، الوضوح المستمد من انتشار ضوء الشمس و انقشاع جنح الظلام و زوال آثار النوم / الليل ..
ما دعاني لأن أستيقظ صباحا برغم أنها الجمعة و على غير العادة التي لا أستسلم لليقظة فيها حتى يمل مني النوم ، أني شعرت بما يداعب أهدابي ما أثار استغرابي حيث أن أبي ليس هنـا ليوقظني بلطافته المزعجة المحببة لدي ، بل يتمتع بأجواء اليمن بعيداً عني . فتحت عيني ، أشعة الشمس على استحياء تخترق ستائر غرفتي و تشاغبني .. حسناً إنها الثامنة و النصف .! لأنهض ..
شيء جميل أن تبدأ يومك بذكر الله . راودتني في حينها فكرة و هي أن أخرج و صدقاً خرجت ، كل ما دار في خلدي بعد التاسعة و النصف بأن المهم الآن هو مفتاح سيارتي و محفظة نقودي و نظارتي الشمسية و جوالي فقط لا غير ، حسناً أنا لا أحتاج لحقيبة .. ارتديت عباءتي على عجل و خرجت .. صادفت الخادمة في طريقي وهي عجوز طيبة و لكنها تسأل كثيراً كثيراً ، و لكي أتفادى أسئلتها التي لا نهاية لها باغتها بـ : أنا ذاهبة ، إلى اللقاء .!
الفكرة هي أن أفاجئ أسرتي بوجبة فطور على غير عادتهم ، ستكون جَمْعَة جميلة لا تتكرر إلا فيما ندر ، فوجبة الفطور غير معترف بها في منزلنا ..
خرجت .. حارتنا بكل مافيها مستسلمة للنوم حتى الآن ، حتى القطط لا أثر لها .! أمرٌ غريب .. ابتعدت و دخلت السوق ، دعوني أعترف بأمر ، أنا أعاني من وسواس قهري مقيت ، تجولت كثيراً حتى أجد محلاً يفتح النفس و لا يشعرني بغثيان ، ثم ما الذي يمكنني أن أبتاعه من أجل هذه الوجبة و ما هو الغير دارج .؟ أنا مللت التكرار . في غمرة تفكري كنت أرى بأن السوق مليء بأجناسٍ كثيرة فاليوم إجازة و اليوم جمعة أيضاً .. هل كلهم مثلي يحاولون اعداد وجبة فطور .؟! كان بودي لو أن محل الحلوى كان مفتوحاً لأبتعت حلوى حمراء طازجة ، ستكون حتماً وجبة دسمة ، و لأن اقتران وجبة دسمة بحلوى أمر غريب سأخبركم كيف ارتبطت هذه بتلك .. أسالوا أهل البحرين القُدامى عن هذه ، كانو يطعمون أطفالهم في أيامهم العجاف خبزاً و حلوى أو خبزا و سمناً و سكر .! و بالرغم من أن أبي لم يتجاوز السادسة و الأربعين إلا أنه أُشبع من هذه الوجبة الدسمة ، كانت وجباتٍ لذيذة على حد قوله ، ولم نكن نعلم حقاً أنها لذيذة حتى تذوقنا الخبز محشواً بحلوى بتزكية من أبي لها ، ووالله إنه لصادق و كلما كانت الحلوى طازجة ساخنة قابلة للتشكل كلما كانت ألذ و أطيب ، و الخبز أيضاً لابد أن يكون كذلك .! أما الخبز محشواً بسمن و سكر ، فلا أعلم كيف كانو يستسيغون السمن ، لا أعلم .!
ترجلت لأبتاع خبزاً ، حيث كان المكان مكشوفاً و أنا لم أعتد أن أِشتري الخبز أصلاً ، شعرت بأنه من المخجل أن أقف هناك فاكتفيت بأن وقفت بعيدا عنهم و أشرت للخباز بأن يصنع عشر حبات رافعة أصابع يدي و وقفت حيث أنا ، كنت بعيدة جداً أكادُ لا أُرى و احتميت بإسطوانة كبيرة تركتها عن يساري فالهواء كان يأتي من هناك و يزعجني . أخذت أراقب يد الخباز وهي ترق عجينة الخبز و تقلب فيها قبل أن تقذف بها بداخل التنور ، حسناً لآكل ما رأته عيناي لابد أن أركن الوسواس شمالاً ..
أتى كثيرون يطلبون الخبز و يستلمونه و يذهبون و أنا لا زلت أقف هناك ، أنتظر .. لا أعلم لم كنت مُستمتعة بانتظار دوري المؤجل مرات و مرات .. و لم أقترب ، لا أخفيكم سراً كنت أفكر في حينها في كثير من الأمور و تساءلت أيضاً ماذا لو علمت أمي أني وقفت هنا و جئت لأشتري الخبز وحدي .! و أخيراً ، جاء الخباز بالخبز إليّ أخذت الخبز و أعطيته نقوده و انصرفت ..
حسناً حضرت وجبة لا بأس بها لم تكن الحلوى أحد محتوياتها ، أيقظت الجميع .! تودون معرفة ما قالته أمي بشأن احضاري الخبز .؟! لا تسخرو مني فأنا كنت فقط أحاول أن أفرحهم و أصنع شيئاً مختلفا لهم اليوم ، قالت : و هل مات الرجال ، لم لم توقظي أحدهم .!
لا بأس ربما كنت أستحق قليلا من قسوة ، و لكن الوجبة كانت جميلة و ممتعة ، إذ إلتم الجميع حول المائدة و توالت الضحكات و كَثُر الحديث و [ غَيْرنا ] .! لم ينقصنا سوى تواجد أبي بيننا ..






.
.

 

التوقيع



قَدْ سَفِهَتْ عُقولُ بَعْضِ الّناسِ حَتى اعْتَبَروا
قِلَةَ الّتَأَدُبِ مَعَ اللّهِ في أطروحاتِهمْ أَدَباً .!!


.



لله رب العالمين ،
ثابتة على قيَّمي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


My Facebook
https://www.instagram.com/alnajdi_f/

فرحَة النجدي غير متصل   رد مع اقتباس