منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - { حَاســة بَـيّـضَـاءْ }
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-2010, 09:30 AM   #182
عائشه المعمري

كاتبة

مؤسس

افتراضي


" على قدر حلمك ، تتسع الأرض "


جملةٌ قرأتها بين ركام الأشياء الملقاة على مكتبه المكتظ بالتفاصيل التي لا تعنيني ربما ،


وحدها تلك الجملة التي لا أدر إلى أي كونٍ أخذتني . عدت إلى نفسي قليلاً ، حاولت أن


أقيس البون الشاسع بين حلمي ومقدار رحابة الأرض لي ، وجدت بأن حلمي بمقاس ثيابي


تماماً ، لا هي فضفاضة تتسع كائن أخر معي ، ولا هي ضيقة لا تسعني ، أما الأرض لم


أجد مقياساً حقيقياً لرحابتها حتى لو قارنتها بالحلم ذاته .



على أي احتمال :


- أنا أتنفس .



تلك الأفكار كانت تلاحقني حتى وصلت إلى غرفتي سريعاً وبهلع غريب ، كنت أخشى أن


تصطادني بطريقة لا أحبها وفي نفس الوقت كُنت سعيدة لذلك ، ترى هل كانت تلك الأفكار


عظيمة إلى هذا الحد لـتراودني وأنا أمشي ، "أمشي" بالذات .



حلمي لا يتعدى حدود أن أستبق المستقبل الذي لا اعرف منه شيئاً سوى أنه صندوقٌ


من الأماني بسيطة التركيب ستتحق في يوم ما ، وكوابيسٌ غيبية النوع مؤكد بأنني سأخضع


لسطوتها رغماً عني وعن إيماني بقوتي ، سأعيشها وأفيق منها كـ غريب للتو خرج من المدينة .



الكتب التي حملتها اليوم كانت ثقيلة جداً ، إلا أنها لم تكن أثقل من صراع الرحابة والحلم في داخلي ،


أشعربأن كائنا غريباً ينهش رأسي ، وثرثرة لاسعة تصطف على شفتاي ، لكنني لا أجد من يفهمني


في هذه اللحظة الحاسمة من الحلم بالذات . رحت أبحث عن هاتفي بين تكوم الأشياء في الحقيبة


عل حلماً جديداً ينتظرني ، يفتح أرضي المغلقة على فراغ ، وجدته بلا (إشعارات جديدة ) حتى تلك


التي اعتدتها في ذاك الوقت .



لا شيء يداوي خيبات أملنا ويزيدها سوءاً كالنوافذ ، فتحتها قليلا ، ليتسنى لي سماع صوت


الطائرات الذي أحبه ، وعمال النظافة وهم يتشاجرون في الأسفل ، ترى هل يحلم هؤلاء؟ ،


هل يتشاجرون حسب مبدأ ( ضاقت عليك )؟ كما غنتها نوال الكويتيه بالطريقة التي تطربني ،


في هذه اللحظة المشوشه بالذات ، تحلو لي الكتابة ، كما أن آلام أطرافي المفاجىء دليل جيد


على أنني سأكتب شيئاً :



" إن إحساسنا بالغربة لا يعني أننا غير قادرين على الحلم ، ورحابة الأرض لا تعني أننا


حالمون بالطريقة التي تجعلنا نسافر وقوفاً .. ويحدث أن ننتظر حلماً كـ الحب ، بالرغم من


أن الحب لا يُرتقب ، وكم هو (جميل) أن يباغتنا فجأة وبدون أي اعتبارات سابقة أو قناعات عتيقة .

* التوقيع : متسعٌ للحلم "


نهضت وألقيت نظرة خاطفة على ما كتبته ، ليس لأنني من أولئك الذين يجيدون تنقيح ما


يكتبون برتابة ، بل لأنني خشيت أن أنسى روحي وبعض أحاسيسي الخاصة التي لا أتمنى


أن يفهمها أحداً غيره "



- تم تسليم الرسالة .

 

عائشه المعمري غير متصل   رد مع اقتباس