نافورة حبنا..
....
...
..
.
خطونا نحوها.. وأنا أتلمّس الطريق بقلبي.. أشعر أن خطواتي هي نبضاتي.. أو نبضاتي هي خطواتي .. لم أعد أفرّق.. فهناك أمام هذه الهائلة.. البارعة.. الفارعة.. أتقزّم ويتسامى شعوري حتى يعانق الفضاء العظيم.. وأنت تحفّني بتينك الكفين.. حضن عظيم يلملم شقائي يهدهد دموعي المتساقطة دون أدنى سبب، تقهقرنا كثيرًا والأيام تباغتنا بما لا نحتسبه، أراك من بين حبّات الرذاذ المتطاير إلــهً يعبد محبوبته في كل أذان، وأنا أذوب في مساماتك حبةً حبة.. أنيني يراودني بالبكاء، وأنا أتصبّر.. أتبعثر.. وصوتك يتعثر باختناقات الوفاء.. كلانا تغرغر دمعاته من دون سبب ، في حنجرة هذا اللقاء.. أشعر أنني أضعف من أن أمسك بأحبال الوقت.. أضيع مني إليك...... إلى كل ما لا تدل إليه الأزمنة...... إلى بقاع ليست بقاع...... ومكان ليس بالمكان، وحزن ليس كأي حزن.. وفرح لا يمتلك من نفسه شيئا.. أنا أتيــــــه يا ربي.. أتيه في ولادتي الجديدة.. هنا ولدت.. وهنا سأموت.. أنت خلقتني .. كنت قبلك يرقة محشورة في شرنقتها.. حتى لمستني يداك...... فتحررتُ بألوانٍ زاهية أطير في فضاءات ملكوتك.. أجمل فراشة وأرق إحساس.. تخدشني منك الحيرة.. تجرحني دموعك المتطايرة على صدري.. أغطيك بأجنحتي المتجرحة، وأهمس في أذنك اليمنى..
-أحس اني انكسرت في قلبك.. وحسرتي عظيييييييييييييييييييييييمة لا احتملها
- تمتزج دموعكَ بأسئلتك... لييييييش؟ ليش يا عمري تقولين جيه؟؟ لو انكسرتِ بقلبي انا بموت، أنا كلّ.. في جزئج الغامر، وانتِ تقولين انج انكسرتِ بداخلي؟ معقولة تنهين نفسج بها الألم وها القسوة؟ أنا ما اقدر انج تنكسرين بداخلي.. أنتِ اللي اعدتِ تكويني بأعماقج وبعثتيني كآخر نبي للحب.. دخيييييييلج..
تتساقط أحزاننا فوق أحزاننا وتعزفُ آهاتنا صوتًا نغيب في إغماءته دون أن نستوعب المكان ولا الزمان.. أحبك .. أحبك، تتبادلها أصواتنا دون وعي ولا تخطيط، كل ما في الأمر.. أننا نبحث عنّا فينا، نمتزج أكثر.. نتداخل في حالة هذيان مريب.. الدموع تغسل وجهينا.. وشفاهنا.. وأصابعنا .. وأكتافنا.. كل شيء يلفظ أنفاسه .. حتى قلبنا المتوحّد، كان يتشكل في انتماءاته المتجددة.. تنتهي موجه الحزن.. تقطفها ابتسامة عظيمة مليئة بالأمان والأمل.. نرتعشُ من بيننا .. ننتفض.. نسافر تحت إغماضة أجفاننا إلى حيث انبعثنا ..
آخر مبعوثيّ الحب والوفاء..
أحبكِ
أحبكَ
.
..
...
....
زينب....