سأكمل لك ..
علَّك يوما تسمع ..
علَّ العلكة اليائسة في أذنيك يوما تخر مغشيا عليها في بحر من الإدراك ..
اسمعني يوما .. هلاَّ فعلت .. يا " سيدي "
* * * *
أتتني الحمامة تبكي ..
: بثينة .. ما هي السعادة حقا ؟!
أنهكني شبح يطلق على نفسه اسم " السعد " ..
حاولت أن أكتنف دموعها ..
أن ألمس الجرح بيدي المذهبتين ..
بكل غرابة كانت أوسع من أن يحتويها أي ضوء دنيوي ..
فتنهدت و استعددت لنهر صغير من الفلسفة ..
* * * *
" يا حمامة " بدأت حواري ..
أليست مأواك السماء ؟!
أليس لك في الغيوم صديق ؟!
أليست الأحلام تدور في فلكك ؟! ..
و تسألينني أنا عن السعادة ؟!
ما دخلي أنا .. بسعادة الحمام ؟!
* * * *
اسمعي جيدا يا حمامة ..
هذا كل ما أعرفه ..
أن أكون أنا كبشر سعيدة ..
أي ألا أكون وحيدة ..
و بنفس الوقت ..
أن يحتويني الهواء باللطف مع الحب ذاته ..
* * * *
الحب يا حمامة ..
قد يشابهك أحيانا ..
فخياطوا المزامير الشريرة يلاحقونه دوما ..
و يصيبونه ما دامت ثيابه لا تدفئ الشتاء ولا تأخذ من الشمس ما ينفعها ..
و أيضا .. يملك سحرا يشبه الشفاء و لكنه لا يرادفه ..
و أيضا .. لا يستطيع ممارسة هذا السحر إلا من أحبَّ بصدق ..
* * * *
في عالمِ بثينة ..
أن أسعد هي أن أرضى ..
أن أقبل ..
ألاَّ اخشى المكروه لأني أؤمن بالركن الذي يحميني ..
هذا في البدء يبتدئ السعادة كلها ..
و لتكتمل ..
صديقا حقيقيا يأخذ الحب من الصدق ..
أهذا يكفيك يا حمامة ؟!
* * * *
أتعلمين ؟!
أنا أتقن الكلام ..
و إذا استفزني أحد لشيء فأنا أجيد الأداء أيضا ..
و لكن ..
لم أطِر بعد ..
فهل تبادليني ببعض من المعرفة و بعض من جناحيك ؟!
* * * *
سكتت الحمامة ..
و بعد برهة .. وجدت أني أهذي لنفسي كالعادة ..
و تلك الحمامة .. غطَّت في سباتٍ ..
ربما حين تستيقظ سأكمل لها الحكاية ..
عن عالمي ..