لكل قضية جانبين : جانب العدل و إيفاء الحق و جانب الرحمة
من القضايا ما يستوجب إطالة النظر و إعطاء فرصة للتوبة فباب التوبة مفتوح إلى أن تغرغر النفس أو تقوم الساعة
أنا لست قاضية ولا عالمة بالدين للأسف .. ربما ، أؤكد ، ربما كان لدى هذا القاضي ما يبرر انتظاره و لكني أجزم بأن الأمر لو عاد إلي لقتلته بيدي !
من يطفئ دمعة الأم ؟ من يمسح العرق من على جبين الأب ؟ من يواسي الإخوة و الأخوات ؟!
هل سجنه يفي بالغرض ؟ نحن لا نطالب بالقتل كعقوبة لإشباع غريزة الثأر فمعاذ الله أن ندع لها مجالا لتتمكن منا فننسى لوهلة معنى العدل و الرحمة و وجوب الموازنة بينهما ..
و لكن المنطق و الفطرة تأبى مثل هذه الأفعال و تخشى تكرارها فتصيح بالقضاء على مثل هذه الأوبئة البشرية المتحركة ..
ربما أستطيع أن أكون " غريبة " و أقول : هنيئا لهذا الطفل المجتزَّ من عنق الحياة أن يموت .. لو عاش بعد تجربة مثل هذه ... الله وحده أعلم ما ستكون الحال ..
و رغم كل ما أقوله عن رغبتي بقتل ذاك الذي نسي أنه إنسان و انسلخ عن بشريته - إلا أنني ما زلت أؤمن بأن كل شخص يستحق أن يعطى فرصة .. للاستقامة ..
كل ما أستطيعه هو الدعاء بالصبر و العصمة لأهله الثكلى و الدعاء بأن يختار الله مافيه الخير جزاءا لذلك " المتوحش "
تعليق أخير : براءة الأطفال تجذب المعتوهين كما يجذب العسل النحل / كما فاقد الشيء لا يعطيه فهو يظل في بحث دائب - و مهووس أحيانا- عنه