منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - (( نِثـَـــارُ وَدَع 2 ))
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-2010, 07:32 AM   #1037
نهله محمد
( كاتبة )

افتراضي


صباحي تراكمات غرابة !


قبل زمن من الآن , كنتُ أراقب عن بعد أديبة شابة تكتب بشكل جميل ولافت .
لفتتني طريقتها الخاصة في الكتابة , برغم أنها معقدة وتبلغ من التعقيد حد الطلسمة أحياناً , إلا أن الغموض الذي يلف ماتكتبه أعتبره مقبولاً ويعطي بعضاً من الجاذبية لنصوصها المطروحة .
بعد فترة من متابعتها اتضح لي أنها ممن يريدون تكليف اللغة فوق احتمالها لتُسبل على أسلوبها طابع الإختلاف والتميز .. !
الأمر الذي زاد من غرابتي , فلمَ يفعلها كاتب إذا كان مُقتدراً أدبياً على طرح فكرتة في قالبها المُبسط وبشكل مدهش ! مع العلم بأن تلك الأديبة ليست في حاجةٍ لذلك إطلاقاً ..
في الآونة الأخيرة , مررت بأكثر من نموذج يتخذ ذات المنهج , والجدير بالذكر أن البعض يبالغ في الطرح حتى يضيع لب الفكرة تماماً ويصبح النص لايتجاوز حفلة مصغرة للسفططة ..
السؤال الآن , هل هذا - الأمر الذي بدأ تفشيه مؤخراً - يندرج تحت مسمى الحداثة ...؟
هل تعني الحداثة رصف مالا يُفهم , وحشو النص بأكثر من كلمة لاتمتُ لسياقه بصلة ؟؟!
هل هو نهج ذي قوانين , أم فضفاض للكاتبِ فيه حريّة اختيار المعنى المناسب الذي يراه للمصطلح المذكور ..؟
حقيقةً , لا أريد القول بأني أتحاشى تلك المتصفحات غروراً , لكني أحاول فوراً إغلاق متصفحٍ من " إياّهم " لئلا تنتابني حماقة الشقيقة مجدداً , وأصابع الإتهام للعدد المهول من الكلمات المتقاطعة ..
أعود وأقول , الكتابة أولاً وأخيراً ثقافةٌ فطريّة , هي ليست في متناول الجميع .
مايعني بأن مالكيها لابد وأن يُولوها رعايةً خاصة , كي يُثمر القلم وتُؤْتَى أُكله .
ومن حُرم منها فليس بخطأٍ أبداً أن يلحق بالرّكب مادامت الرغبة في ذلك موجودة سلفاً بمعيّةِ فكرٍ وتدبرٍ عميقين .إنما
ليس بعجلةٍ -للقب- تجعل من العثرات المتوالية مشهداً كوميدياً كبيراً لأديب " عالماشي " ..


همسة :
الأديب الحقيقي , لا تهمه المُسميات بقدرِ مايهتم لمادته المطروحه , ومن هنا جاءت التسمية .
هو قادرٌ في الحفاظ على مساحةٍ كافيةٍ لممارسةِ التّأدّب مع مُتلقيه واحترام عقليته ..
أما
أدباء " جُر إيدك "
فهم مَن يستغفلون المُتلقي بمادةٍ لا تحتاج للمحاباة والتصفيق بقدرِ حاجتها الماسّة لسوطٍ يعيد تقويمها ,
ويُسقط النياشين على أكتاف مُستحقيها ..




وصباحكم , أدب نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع




لم يكتب فيّ أحدٌ قصيدة واحدة ..
ولا ربع كلمة !
كنت دوماً خلف كواليسهم أرقبهم يُقرون
بأن الضوء يتسرب من يدي ..
بأن واحة اعتدل حالها عندما كتبت عنها ..
بأن سنجاباً تأقلم مع صحراء عندما غازلته بأُقصودة ..
بأن المسارح غطاها الغناء ونفضت الغبار بالستائر ثم غسلتها بحبري ..
بأن الجحيم سيصبح بارداً أكثر كلما راسلته .. لديهم أمل أن ينطفئ ..


التعديل الأخير تم بواسطة نهله محمد ; 01-15-2010 الساعة 07:38 AM.

نهله محمد غير متصل   رد مع اقتباس