....
...
..
.
ليلة رأس السنة 2010، تحبسني الأماني في علب الهدايا، وأنظر إلى رأس العام المقبل، وأحلم أن يجيئا بحب أعظم، وفرح أكبر... مممم يقال أن خسوف القمر يوافق احتفالية رأس السنة الميلادية.. ولكن لم نعره أي اهتمام، فهو ظاهرة فلكية تحدث باستمرار لتشابك مسارات الكواكب.. ولستُ مهتمة بما يقال عنها، لأنني أدرك أن الكرة الأرضية مليئة بالفقراء والمنكوبين، فلن يخسف الله بنا الأرض وهم بيننا؟!.. أو هكذا أظن من الحنّان المنّان، في الحقيقة لم أحلل هذا إلا في ثوان معدودة، ففكري انشغل بك.. سأستقبل ليلة رأس السنة بحب معك.. أليس كذلك؟ سنحتفل بطريقتنا.. ونغرّد على أغصان أشجاننا قبيل غروب الشمس.. أهدابك تبتسم بحب بالغ، وعيناك تبحثان عن كل شيء يختبئ بي، أو كل شيء لا يختبئ، لستُ أدري، هل ثمة ما يختبئ منك فيّ؟ أم هو بحثك في ما ورائيات المرئي، بحثك في التجلّي، آآه من التجلي، رعونتنا في هذه الأثناء مليئة بالضحك والصراخ.. مطاردتنا مثل الأطفال.. قفزنا ومداعباتنا وعنادنا وجدالنا وكل شيء.. يداك تمتدان بشغب طفولي في كل شيء لتقلب مزاجي من الجدية إلى المزاح وتستفزّ كفوفي لتصفعك تارة وتقرصك تارة أخرى، وكثيرا ما تثير ضحكك المستصرخ، ولكني لا أرحمك ولا ترحمني..
انهزمت قوانا الآن.. أنفاسنا المتلاحقة تتسابق للخروج في حالة إنهاك شديدة.. يتصبب جبينك عرقا.. أغمرك بقبلة هدوء تنطبع في حالة إعلان للهدنة.. ها قد غابت الشمس، وغبنا عن بعضنا معها.. وبدأ العالم في استقبال ليلة عام جديد.. 2010..
كانت الساعة مكتئبة مثلي، غرفتي الخضراء ممتلئة بألوان قوس قزح، ماسنجر البلاك بيري مكتظ بالمباركات والتهاني وتبادل الصور والنكات.. وأنتَ تبحث عن نديم يصاحبك إلى إحدى ملاهي الاحتفال بالعام الجديد، لا أظن أن النديم سيكون أنا، فحالتي هذا المساء لا تشجّع للخروج، أو الاحتفال، كما أنني أود منحك مساحة من الحرية لتجد من بين رفاقك من يصاحب هواك هذه الليلة، الجو بارد، وأنا أخشى عليك أن تخرج ورأسك مبلول، هكذا كنت أفكّر وأنا أناجيك عبر الهاتف الخلوي.. ثمة ما يجعلني سعيدة وخائفة هذه الليلة.. البرودة تقشع الشباك، وتخترق جلدي إلى عظامي، وأنا مستمتعة بهذا الألم... شاشة التلفاز المعلقة في صدر الغرفة تشدني لمتابعة أفلام قناة (2) التي أعشقها، ها هي الأفلام تتوالى، وأختي تشاركني السهرة الهادئة على تلك الكنبة الناعمة.. التي اخترتها يوما ما وأنا أراك تجلس معي فوقها.. ويضمنا شكلها القلبي.. بحبه الأحمر ذو اللون الفاقع، ها هي الساعة تشارف على 3 فجرا.. وأنت ما زلت في سهرتك .. أختي رقدت، وأنا أستغل الوقت لمناجاتك، وأستغل الفرصة لأسمح لدموعي بالوبل الخفيف.. أنا أتمزق من الخوف.. أتمزق من الصدق، أعلم أنك الآن تعيش أصدق لحظاتك، وأنت تحلف بعشقي ورأسي وتمكني من حياتك كلها، تمكني من امتلاكك دون أن أترك أدنى فرصة للعودة إلى نفسك إلا معي.. أنت كذلك تفعل بي.. يا إلهي... ثمة ما يجبرني على الحزن هذا المساء.. ثمة ما يخيفني، لأنك في هذه الأثناء تتجرد من حالة الوعي تماما، لتكون أنت نفسك وفقط، وتبدأ بالثرثرة المتواصلة التي لا يقطعها كلامي إلا بالإيجاب.. رافقك صوتي حتى وصلت إلى نومك.. نومك العميق الذي سهرت عليه حتى شروق الشمس وأنا أسمعه، أسمع شهيقه وزفيره، أطمئن على أحلامه الهادئة، حتى غدر بي النوم على الجانب الآخر من الهاتف... قلت لك كثيرا أني أحبك
قلت لك كثيرا أنني لا حياة لي بدونك
قلت لك كثيرا أنني أهواك وأعشقك وأخشى عليك من دموعي
أخشى عليك من نفسك
أخشى عليك من رفاقك وأهلك ومن كل شيء في العالم
اعتذرت لك كثيرا أنني جرحتك في كثير من الأيام
جرحت حبك ودموعك..
اعتذرت لك أنني كنت سببا في تقيؤك في أحيان كثيرة
اعتذرت لك أنني بكيت لديك كثيرا فأبكيتك
قلت لك كلاما لم أكن أريدك أن تسمعه .. لأنني كنت أخزنه في عقلك الباطن فقط، وأنت راقد على نبرة صوتي ودفء حبي.. لأنه سيأتي يوما ما أغيب عنك فيه للأبد.. وستسمعه لوحدك يناجيك من أعماقك مخلوطا بصوت دموعي.. وستتيقن وقتها أكثر أن من أحببت وأحبتك.. قد أوجدت نفسها فيك أنت فقط..
(( شلون تطلب غلا وانت الغلا كله؟
هو في غيرك سكن هالقلب وأغليته؟
لا ينشغل بالك لا جاملت خلق الله
ما كل شخصٍ يمر القلب حبيته ! ))
.
..
...
....
زينب....