منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - معْرَاجُ نبْضَين ومَسْرَى ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-20-2010, 10:57 PM   #3
عائشه المعمري

كاتبة

مؤسس

الصورة الرمزية عائشه المعمري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 897

عائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعةعائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعةعائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعةعائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعةعائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعةعائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعةعائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعةعائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعةعائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعةعائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعةعائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


يصل إلى سور المقبرة والشمس عالقة بين جبلين تود أن تتكفل له بخيط ضوء لا بأس به حتى يُنهي مهمته ،
يقفز من على السور ليس لأنه قصير إلى حد ما وليس لأن المقبرةَ بـباب مُقفل ، لا ،
فالأشياء في تلك المدينة مفتوحة على كُل شيء حتى على المزابل ، بل لأن الخطوات امتنعت
عن تواتُرِها وخانته في انتعاش ما قبل النهاية فقرر أن يسير قفزاً ، رفع ثوبه الأبيض إلى ركبته
ممسكاً طرفه السفلي بفمه حتى أصبح كـغوريلا تحمل في جيبها صغيراً ينتحب .
وصل إلى حيث يريد ، حيث قبر جده تماماً ،
حَفره بشراسة ، بشراسة غريبة ، وتابع في الحفر ولعاب الغياب يسيل كظل لـشبح على
جدران البيوت المهجورة ،
أفرغ قبر جده مما يود إفراغه ، لم يجد سوى قطعة بيضاء مُتأكسدة بطريقة جميلة في الزاوية
الأقرب لموضع قدم جده ، في حين أنه لم يجد من جده سوى كَومه لعظام مرتبه بطريقة جميلة
أيضاً تنقش الدود عليه درعاً للغياب ،
لم يتقزز أو يتألم ، كَم هو بليدٌ للغاية ، أخذ يلم كل تلك الرتابة بشعث ، وامتطى قبر جده سريراً
استلقى عليه ، لكنه لم ينسى أن يحتطب تلك العظام ويرتبها فوق صدره ، صدره الفارغ من قلب ،
بالرغم من ذلك احتضنها بشبق ،
ثم استطالت يده نحو القطعة البيضاء وكفّن بها نفسه ، وانتظر الريح التي استودع الجبال لديها أن
تُرسل له غراب قابيل يهيل عليه التراب بأجنحته ،
وغابت الشمس .


تمت

 

عائشه المعمري غير متصل   رد مع اقتباس