[عقاب الربع]

إلى صاحبةِ السمو الإنساني :

اغانينا لنا , لا يحق لأحدٍ مصادرتها ياساميه , أغانينا المقدسه التي ننوي على إيجادها من العدم لن تستطيع الأيام ان تهدي لها الوأد ياساميه , اعذريني لم أجد اسمٍ أناديكِ به إلأ ساميه , فالصفات في كثير من الاحيان تصلح ان تجئ بعد أدوات النداء ! , في المرة الاخيره قبل 3 أشهر عندما إتفقنا ان تغنين , قلتي بهمسه لذيذه اقرب الى المكر : انت غن اولاً ! , اعتبرتكِ تمزحين كعادتكِ حتى والمرض يطأ بقدميه بجسدكِ الواهن , ويعلن عن قدومه كطلائع جيش نازي بدون أي مقاومه تسحق الذكر ! ضحكت كثيراً وقلت : " لا داعي لا داعي " , بالرغم من انه لم يكن هناك احدٍ يصفق لي وانتي لم تشجعيني , أنتي قلتي فقط : مافي مثل صوتك ! انا فهمتها على طريقتي وعلى فطرة الإذن البشرية السويه , إستغربت من رغبتك تلك وكأنك تقولين لي : أسمعني صمتك ! , أنا ياساميه لا أجيد الغناء , انا فقط : أجيد ان اتكلم .. أجيد ان أثرثر كثيراً حتى وانتي تتصلين بي بعد كل شهر كامل لا اعطي فرصه لنفسي ان اسمعك , بل بالعكس اعطيكِ فرصة : للصمت , واستمر بالثرثره ! , اقص لكِ مدى تأثير غيابك لثلاثين يوماًَ ! وتريدينني ان أغني ؟ !!
ساميه , شر البلية لا يضحك يا ساميه , قبل فتره خرجت الى " الصحراء " وأبتعدت قليلاً عن كل من حولي والتفتُ بحذر في كل الجهات ولم يراني احد وقلت في نفسي : إذن هي فرصه لـ أن اجرب الغناء ! , ما ان بدأت بالغناء نظرت الى الغيم الي تلبسه السماء فأستحيت من الله ان لا يرزق هذه الارض المطر بسبب صوتي ! ثم جمعت خيباتي : وذهبت بسرعه !
هل تذكرين ياساميه تلك المكالمه ؟
اغلقتي بها الموبايل بدون ان تغنين و وعدتيني ان تغنين لي في المكالمة القادمه التي لم تأتي بعد ! , هل تعلمين كم مضى على تلك المكالمه : 4 أشهر ! ومنذ أربعة أشهر وانا أرتب الأغاني التي أود ان أسمعها منكِ , عندما تحدثنا عن الغناء في المكالمه الأخيره تفاجأت انني طيلة هذه السنوات لم أطلبُ منكِ ان تغنين بالرغم من كثرة الروابط الصوتيه التي ترفرف بهدوء حتى اتوحد مع هديلها ! وعندما تفاجأت انني لم أطلب منك أي اغنيه بصوتك عاقبت نفسي كثيراً الا ان أستدركت ان حتى حكاياتك وضحكاتك وصوتك الرقييييييييق الذي تستعملين لجعله مسموعا حبلا واحد فقط من حبالِ حنجرتك الصوتيه والبقية : يعزفون ! , كلها : أغاني ومع كل حكايه وضحكه : أغنيةٌ لـ عيد ميلادٍ جديد ! , حبالك الصوتيه : فرقه موسيقيه ياساميه , والهواء : عصفور محترف ! , الكثير من الأغاني كرهتها لأني احبها ياساميه , إرشيف كامل من الأغاني اخاف ان يتكدس غبارهِ على رفوف ذاكرتي وتصاب بالإكتئاب , هل الذاكره تصاب بالربو ايضاً يا ساميه ؟
فيروز بت اكرهها كرهاً شديدأ , ولو انني اضمن انه بمجرد موتها انسى اغانيها لتمنيت ان تموت , هل هناك غبي يتمنى الموت لأُم زيااااااد ياساميه ؟!
تفننت في الاغنية المختاره وتجهزت لسماعها كثيراً ولكنكِ لم تعودي , كل الأصوات بعدُ غيابكِ ياساميه : موسيقى جنائزيه , أسمعها واقول : كل هذه الأصوات تجيد تلحين الفواجع ! ماظهر منها ومابطن ! , فكرت ان اختار اغنية انشودة المطر تغنينها لي وشعرت بأنني تفلسفت كثيراً في الإختيار وشعرت بأنك ستقولين : وش هالرسميه ؟ او ان تقولين : كل .... وثم تضحكييييييييييييين ! , كضحكتك الرقيقة المتعبة جدا عندما أذكّركِ في الرقم : 9 ! ويأتيني مزاجاً غريباً وأقول : لا , سأكون نذلاً وأريدها تغني : انا جيت انا جيت جونيمار لأن كلماتها صعبة وشعرت بأنكِ ستقولين بحده : " ألعن أم النذاله " أو ستقولين " الله يقطع ابليسك " , " الله يقطع إبليسكِ " ياساميه في كل مره اختار أي اغنيه اشعر بها انه في كل مره سترفضين غناءها ايضا فننهي المكالمه وانت لم تغني وانا من بعدها : أرتب الأغاني التي أود ان سمعها منكِ وانتي الى الان لم تعودي!
كل شئ أصدقه عندما أمنّيْ نفسي بكِ , هل تصدقين أنني ياساميه بت اصدقِ مزاحكِ عندما كنتي تقولين : اضغط رقم تسعه واطلع لك .. ومن ثم وتضحكييييييييييييين وأصبحت اجربها كثيراً ولم " تطلعي " لي .. هل انا مجنون ياساميه ؟
كعادتكِ عندما اقول هذه الكلمه لكِ دائما وتقولين : " الا رايح فيها " .. اشعر بأنك تقولينها لي الان ! , ولكي تتأكدي بأنني " رايح فيها " أصبحت في الآونةِ الاخيرةِ أسمعُ كثيراً اغنية : " وترحل " لطلال مداح ! " بت أشعر بأنكِ تغنينها على المسرح للمرة الأخيرةِ ياساميه ! , هل انا مجنون يا ساميه ؟
أتمنى ذلك !

عبدالعزيز!