تحية الصبَاح أيها الميّت / كيف كان نومك ؟
و بعد اسمع :
يبشرني هَذَا الصباح بِأنّ الموعد لقريب
وَأنّ كثيراً مِنَ الأحلام العتيقة ستنام و لن تصحو
و أنك أيها الميت ستَتَضَاخَمْ غضباً ، وَتَزْدَادْ غُبناً و صمتاً
وَ أنك مِثْلَمَا زرعتني ذَاتَ مَسَاءْ كزهرةٍ
ستعود لتُشيعني في فراغ القبر ، وَ تغطيني بسمار الشمس
لأعود وَ أحيا عارية بلا نرجسيّة
عل الوجد يشفي وَ اعفو و تُبعث حيّا
فانية تلك الأرواح ، لذا لا تقلق
والأمكنة فُضت بكارتها من أقصى الرصيف
لوحة إنكسار مُعلّقة على الحائط
بكماء ، تتلو قصة و يتغشّاها الأنين
و كل مَنْ رأها صرخ منتشياً : " يا الله "
أخفي وجعاً و أرمقها بغضب خجول رحمة بك
أتعلم ، لِمَ ..؟
لإنكِ جمعت ما بين الفناء و الخلود
وكأن ظلك ظل ليس كمثله شيء في اللوحة
و لا مساس حين تطل ذكراك علي مِنْ لسانهم
و اللوحة بها مسّ عظيم ، يشبهك تماماً
أكره وجه ليلة سفري الحانية أكرهها ، و أكره طاري السفر وحيدة
طبت و مسائي البيروتي