يدفعني صوت " عبادي " بعيداً .. كيديّ أبي عندما كان يهتم لأمر مللي ..
يدفعني بقوة الشجن قريباً من ضوء عمود الإنارة ..
المراجيح مطواعة ,
لا تكترث للعباءات , ولا للحجب , ولا لعيون الناس
ولا للنقالات مشرعة " البلوتوث " ولا للمتعجبين
من امرأة تتهافت مع الصغارعلى أحلامهم الصغيرة ..
لم يكن لينقصني شيء الليلة سوى المطر كي أزيد جموح جنوني ذرة ..
" عبادي " يردد : " ماهي عادة " ... " ماهي عادة " ...
وأعدُّ في سرّي عدد الخطوط الحمراء
التي تجاوزتها على غير عادة المدينة ..
لليلة عشتُ طفلة بحذافير جنوني ..
جرّبت الجلوس دون سجادةٍ على رصيف, أنصت هناك لنافورة مهجورة الماء ..
عرفتُ تواضع الفرح عن قرب ..
وبحماسة التجديد , أجهزت على آمال آخر حبة " ذرة مشوي " متبقية لدى بائعها .. ..!
وأضحكت الجميع , لأن حبوب الذرة انتقمت من مظهري فشوهت أسناني بسذاجة الجوع .. ولم أنتبه ..
أبداً لم أنتبه أني محظوظة لليلة من عمر.. على غير عادة كل شيء ..
بدءاً بالمدينة ..
وبي , وبالأغنيات الحزينة ..