الحَانة النرجسيّة..
قيل في تراثنا المجيد أن المرأة عورة، وَ قيل في بيت شعري مبتذل كبعضِ أعرافنا
"ما للنساء وللخطابة والكتابة، هذا لنا ولهنّ منا أنْ يبتنَ على جنابة".
و قيل الكثير منْ هذه الحكم والأمثال الخالدة و التي أسهمت في تقريب صورة المرأة المتلبّسة بالكتابة
من صورة المرأة المتلبّسة بالحبّ، كلاهما ستضعان جنيناً من حمل سفاح، وفعلهما محرّم عرفاً إنْ لم يكنْ شرعاً بنظر البعض ...
المعرفة، في خلاصةالأمر، كشف عورات. مُذ بدء الخليقة حينماعرف آدم وحواء وكُشفتْ لهما سوءاتهما..
إلى اليوم حيث لا شغل للثقافة سوى تعريّة السائد و فضحه أمام نفسه ..
قالوا :
المرأة عورة وَ فتنة و مستودع للشر .. وَ قلت :
ليست المرأة عورة إلا بمقدار ما تستسلم لقدرها...
تكفّ المرأة عن كونها عورة حين تكفّ عن تلبّس صورتها التقليديّة
حين تقتل شهرزاد الخوف الذي يسربلها لإخفاء ذاتها
وحين تعي أن معرفتها بنفسها شرط لإصلاح عالمنا المقلوب رأساً على عقبٍ
و لا ترضََ بإرتداء رداء الفتنة و الغواية فقط الذي ألصقها بها الحمقى..
مجتمعنا كلّه عورات تصالح الناس على السكوت عنها و عدم كشفها
وحده المثقف الباحث عن غد بلا عورات يوسوس، كما شيطانٌ طيّب لم يعد يملك إلا الوسوسة
: اننا لسنا بخير، وأنْ لا شيء على ما يرام
أتقول أنَّ لمرأة عورة؟
بل
الكون كلّه عورة كبيرة لولاها، هذه المرأة
2010-2-22
وُلدت هذه المعاني بعد قراءتي لملحق جريدة الصباح 