منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - إذا مررتَ من هُنا .. فـ لا تُخبرني !
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-2010, 03:16 PM   #12
انتظار
( غيمة مبللة بـ العطر .. )

الصورة الرمزية انتظار

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

انتظار غير متواجد حاليا

Smile إلى : قيسي



.



كانت هذه الرسالة بعد أن اختبأتُ في جلباب ليلى العامريّة
: )


.






مِن ليْلاه .. إلى أمير الوطن و المنافي :





قيس ..
مازالت الكتابة لكَ مؤلمة كما كانت ،
و مازالت ذكرياتُك موجعة كما كانت ،
و مازالت رغبةُ الحديث عنكَ ، مُحرقة كما كانت
و مع كل هذا ، لازلتُ أكتب لك ، و أتذكرك ، و أتحدث عنك !
و كأنني أزاول مهنة التعذيب النفسي لـ نفسي !!



قيس ..
كل صباحٍ أصحو بشكوى جديدة :
- أمي ، أشعر بصداع
- أمي ، معدتي تؤلمني
- أمي ، لم أنم الليلة الماضية
- أمي ، قلبي يخفق بشدة
- أمي ، يداي ترتجف


أقلقتُ أمي كثيراً على حالي ،
إلى أن أصبحت شكواي عادةً صباحية عند أمي ،
و ذريعةً لي للتهرب من الذهاب إلى عملي و مواجهة التعليقات المتكررة :
" إنتي كل يوم تنحفين أكثر ، لا تكونين تحبين بس ؟ "


مرضتُ كثيراً يا قيْسي .. فـ ياليْتكَ كُنتَ الطبيبَ المداويا !




قيس ..
ماعادت هواياتي هي ذاتها هواياتي ..
أصبحتُ أصِلُ إلى الحلم الذي أريد ، و لا أكترث !
و لا تنفرجُ شفتاي و لو بإبتسامة صغيرة !!
و أصبحَ اسمي مسبوقاً بـ ( الكاتبة ) أو ( الشاعرة ) أو ( المُبدعة ) أو .أو . أو ... ، و لا أكترث !
و لا يصحو بداخلي شعُور زهوٍ و لو كان عابراً !!


قيس ..
كل شيء في حياتي صار قابلاً للنسيان ، و آيلاً للرمي في أقرب سلة مهملات !
إلا أنت !

فكلما قاربْتُ على نسيانك ، تُهاجمني ذكراكَ كـ قاطعِ طريق ينتشِلُ كلّ مافي جيوبي من مفاتيحِ النسيان و يمضي !


قيس ..
أخطأ التأريخُ حينما دعاكَ بـ مجنوني !
بل المجنونةُ أنا ! و المُعذّبةُ أنا !
فـ أين لي بـ تأريخٍ يُنصفني منك ؟!



قيس ..
أصبحتُ أهربُ إلى المرآةِ دائماً ..
أهربُ من كل الأشياء التي أحبّها : من أمّي ، من كتاباتي ، من قلمي ، من صديقاتي ،

فـ فيها : أراكَ أنت لا أنا ، و أتحسس ملامحكَ أنت لا ملامحي
فيها أرى قيساً الذي أحببت ، تماماً كما كان ،
و أرى أحلامنا تحققت ، تماماً كما أردنا

حتى أنني صرتُ أشتهي بيتاً من المرايا ، لأراك في كل زواياه !!



قيس ..
أضْنتْكَ نظرتُكَ السوداويّة للأشياء من حوْلك ..
حتى رشقْتَ بـ ظنونِكَ الخاطئة كلّ أحْبابك ،

فـ جرّب يوماً أن ترى الدُّنيا من خِلالي ،

حينها سـ ترى الوجْه المُضيء من القمر ،
و سـ تشرب الجزء الممتلئ من الكأس
و سـ تتعرّف إلى ألوان القوس قُزح
و سـ تتذوق طعم السكاكِر و تلعب مع الأطفال ...


و حينها فقط ، سـ تعرِفُ ليْلاكَ التي جُنّتْ بك ،
و التي لم تنظر يوماً إلى الدنيا من خلالك !!
بل ..
لم تنظر إلى شيءٍ من الدنيا سوى لك ....




قيس ..
إنْ وافتْكَ المنيّة يوماً وحيداً بلا قريبٍ أو حبيب
فـ لا تلُم الزمن ، و لا تتهم الأقْدار ،
فـ لم يكُن حالُكَ سوى من صُنع يديْك ..،



فـ أنتَ اخترْتَ لنفسكَ الغياب ،
و وهبْتني مرارة العذاب ..،




ليْلى ..



.

.

 

التوقيع


.


فـ ورّبي ..
و ربّك ..
لو كنْتُ أعلمُ سبيلاً إليكَ ..

لـ سلكتُه !


انتظار
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
.

انتظار غير متصل   رد مع اقتباس