منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رياضة موسم 2009 م -2010 م و دوائر أخرى ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2010, 01:00 AM   #331
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

افتراضي



’,

محمّد أركون كتب مؤلّفاته باللغة الفرنسيّة وقد يتساءل أحدهم لماذا؟ السبب في ذلك
1-أن اللغة بوّابة للإنتشار
2- بسبب اللغة الفرنسيّة سيطّلع على هذا الكتاب شريحة مميّزة من القرّاء والذين قد يفيدون مؤلّفات الكاتب بدراساتهم وتحليلاتهم وكذلك تطبيقاتهم
الروائيّ السعوديّ أبودحمان كتب روايته (الحزام) بالفرنسيّة ونال التكريم من حكومتها!
اللغة ثمّ اللغة وماأدراك ماللغة الكلّ يعرف بأنّ فرنسا كان رائدة الثقافة الاوروبيّة يكفينا أن نقول فولتير وروسو الاسمان مشهوران بشكل كبير بسبب مثل هؤلاء لم يكن فريدريك الأكبر يجيد التحدّث بغير اللغة الفرنسيّة! الملكة كاترينا ملكة روسيا العظيمة لم تكن تتحدّث في بلاطها إلا الفرنسيّة ان كنت تريد أن تكون مثقّفا ومطّلعا عليك أن تتقن هذه اللغة أحد الكتّاب الطليان طفق من هذه اللغة فهو لم يستطع أن يتحدّث بلغته الأم عند تجواله في أوروبّا حتّى رسائله التي كان يرسلها للطليان في ايطاليا كانت بالفرنسيّة وأكثر من ذلك عندما أتى إلى جامعة في ميلانو وجد أساتذتها يتحدّثون الفرنسيّة! وكما قال أحد المؤرّخين لو كان لويس الخامس عشر يجيد لعبة الحرب وحرب ماوراء البحار لأصبح العالم فرانكفونيّا! الآن يتحدّث بهذه اللغة أكثر من 140 مليون نسمة على أنّها اللغة الرسميّة لهم لهذه اللغة سحرها الخاص والغريب بالإضافة إلى كونها اللغة الرسميّة للمنظّمات العالميّة كالناتو واليونيسكو وغيرها الكثير بسبب طبيعتها التي ترفد المفردات التي تكون مرادفة لبعضها البعض فهذه اللغة حافظت على نفسها رغم غزو بقيّة اللغات على عكس غيرها لكلّ لغة سماتها هاجر الملايين من الألمان إلى أمريكا الجنوبيّة وخاصة البرازيل ومع ذلك بالكاد تجد أحدهم يتحدّث بهذه اللغة وكذلك في استراليا لن تجد إلا شيخا طاعنا بالسنّ قد يجيد بعض كلماتها ولاية بنسلفانيا ولفترة طويلة كان حكّامها مولودون في المانيا ومع ذلك ماتت اللغة هناك بسبب كثافة الناطقين باللغة الانجليزيّة لكن هنالك نقطة أخرى مدينة نيواورليانز هنالك الكثير يتحدّثون اللغة الفرنسيّة مع أنّها أصبحت أمريكيّة في مطلع القرن التاسع عشر بعد بيعها لكنّها صمدت والجدير بالذكر أن عدد سكّان المستعمرات الانجليزيّة في أمريكا كان تقريبا 13 مليون في حين لم يكن هناك أكثر من 60000 فرنسي! ومثل ذلك في كندا الفرنسيّة والتي تتحدّث الفرنسيّة بشكل رسميّ ,اللغة الايطاليّة هنالك مليون ايطالي تقريبا في نيويورك وفيلاديلفيا كان مليئة بهم ومع ذلك اختفت لغة هؤلاء إلا فيما بينهم وبقيت عاداتهم لكلّ شعبٍ ميزته والفرنسين مميزون بلغتهم الايطاليين أدخوا البيتزا في أمريكا ولنا في "بيتزا هت" و"دومينوز بيتزا" خير مثال (": , عندما تقرأ عن جزؤ البحر الكاريبي تجد أن اللغة المنتشرة هناك هي الفرنسيّة بالرغم من أنّها كانت مستعمرات انجليزيّة بالغالب عدى اثنتين وهما المارتينيك والغوادلوب وبالرغم من أنّ الانجليز استولوا على أغلب الجزر التي كانت فرنسيّة بعد حرب السبع سنوات 1756-1763م والحروب النابليونيّة حيث استولوا على سان لوسيا وسان فينسنت والغرينادا والدومينيكان ومع ذلك لاتزال اللغة الفرنسيّة لغة رسميّة أو شبه رسميّة في هذه الجزر! وبعيدا بالمحيط الهندي أخذ الانجليز جزيرة موريشيوس 1815م وبالرغم من أنّهم غيّروا اسمها من إيل دي فرانس _ كان وليام بت قد قال:" لن تتهنّى بريطانيا بالهند مادام الفرنسييون يحكمون قبضتهم على إيل دي فرانس"_ ومع ذلك لاتزال اللغة الفرنسيّة هناك ولم يستطع الاحتلال الانجليزيّ إزالتها! وكذلك جزر سييشل _وهي باسم وزير ماليّة فرنسيّ قديم_ احتلها الانجليز من الفرنسيين لكنّ الفرنسيّة لازالت تُنطق هناك! ,بلجيكا والتي تمتلك لغتين رسميتين وهما لغة الفلمنك والفرنسيّة وقد استعمرت زائير واليوم اللغة الرسميّة لهذا البلد هي الفرنسيّة عوضا عن لغة الفلمنك!

أمور عدّة ساهمت في ترسيخ هذه اللغة في افريقيا بالذات الكثير من الأفارقه درسوا بالسربون وألّفوا الكتب وأصبحوا أدباء مرموقين وبطبيعة الحال مؤلّفاتهم ستكون باللغة الفرنسيّة وهذا مايصبّ في مصلحته هذه اللغة في افريقيا وعندما نشاهد الأسماء نجد أن أسماء الغانيين والنيجيريين لاتميل إلى الغة الرسميّة _الانجليزيّة_ بعكس مايحدث في مستعمرات فرنسا السابقة ومن ذلك نعرف مدى تعمّق الثقافة الفرنسيّة (لغتها) في البلدان التي يكونون بها ولنا في المغرب العربيّ خير مثال وفي لبنان هنالك صحف تطبع باللغة الفرنسيّة فقد انتدب الفرنسين لبنان بعد الحرب العالميّة الأولى ورحلوا ومع ذلك بقيت لغتهم أكثر رسوخا بعكس الانجليز الذين غادروا العراق وفلسطين , مصر كانت منتدبه أو مستعمرة انجليزيّة _هنالك اختلاف باختيار المصطلح(":_ بالرغم من ذلك عندما قال الشيخ محمد عبده مقولته المشهورة :"رأيت الإسلام ولم أرى مسلمين" كان يقصد اوروبا والكثير يعرف مدى الاعجاب القائم بين الثقافتين فالفرنسيين أتوا إلى مصر عام 1798م-1802م ورحلوا والانجليز أتوا بعدهم ومكثوا أكثر منهم بكثييير ومع ذلك لم يغرزوا ثقافاتهم كما فعل الفرنسيين ومع ذلك نعرف أن اللغة الانجليزيّة هي لغة العالم لكن بأسباب مختلفة خاصة أن أقوى دولة في العالم تتحدّث بهذه اللغة


عالم اللغة بديع اللغة العربيّة كانت تنطق في صقلية! رحل العرب وبقيت بضع كلمات منهم بالاندلس كان العرب فيها ولسنين طويلة جدّا رحلوا وبقيت بضع مفردات الغريب رغم أصالة هذه اللغة إلا أنّها لم تكن لها تلك السيطرة على اللغات كغيرها العرب كانوا في الهند وباكستان وافغانستان ووصلوا لاطراف الصين لكن لم تبقى اللغة كثيرا هناك وبقيت شيئ منها بفضل "القرآن" ربّما بسبب طبيعة العرب أو المتحدّثون بها وعندما ندخل إلى مدينة برادفورد في انجلترا سنجد لوحة مكتوب بها "أهلا بك في برادفورد"! بالتأكيد لم يكن ذلك بفضل العرب بل بفضل المسلمين من باكستان وغيرها! , الثقافة هي احدى أقوى الوسائل لنشر اللغات وحاليّا ندرك أن الثقافة العربيّة ليست بهذه القوّة التي كانت عليها قديما والذي يؤهّل لغتها لبسط انتشارها


موضوع اللغة متشابك ونحتاج لتحديد خيط حتّى نقتفي أثره لنصل إلى النقاط نقطة نقطة ..

 

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس