’,
(الحقيقة)
هي هدف الانسان المتسائل مرسى الأمان والجنّة الموعودة للعقول المتسائلة أحيانا ماتكون الحقيقة واضحة من دون رؤية ونكتفي بمعرفتها عن طريق الايمان بالقلب كحقيقة التوحيد وغيره لكنّ عندما يبدأ العقل بالتنقيب عن الحقيقة وعندما يكون العقل عنيدا لايرضى إلا بدليل مادّي وقاطع لنبتعد عن مسألة الدين وغيره ولنرى العالم المنقسم مابين الاشتراكيّة والرأس ماليّة هنالك حقيقة بينهما وهي :"أيٌّ منهما حقيقي؟" وأقرب من ذلك عندما يقول فولتير:"عندما يلعن مجلسان أحدهما الآخر كما يحدث دائما أيّ مجلس منهما هو المعصوم عن الخطأ؟" قد يكون هذا التساؤل أزليّ وقد لاتوجد حقيقة واضحة أو خاضعة للإدراك البشريّ بينهما (الاشتراكيّة _مثلا_ والرأس ماليّة) قضى العالم تقريبا مئة عام وهو لايعرف أيّهما على حقّ ويستندّ على الحقيقة الثابة والتي لاجدال فيها المشكلة عندما لاتكون هنالك حقيقة تفصل بينهما وهو ماكان خارج عن قدرة العقل البشريّ ولم تكن تلك المساحة إلا فسحة لاختلافات البشريّة وأجناسها من العبث إذا أن نحتكم إلى أمور وندّعي وجود حقيقة واضحة ثابتة قد نجد حلا وسطا ونراه كالحقيقة التي نسعى إليها مشكلة الانسان أنّه خاضع لعواطفه ونزواته وأطماعه وغاياته وكلّها أمور قد تجعل من المستحيل على العقل في بعض الأمور أن يجد حقيقة تريحه! طالما بقيت الحقيقة مخفيّة أو غير موجودة رغم ايمان البشر بها فالحياة تكون مستمرّة بفعل الاختلافات والتي تشبه تحوّل سائلٍ كالبنزين إلى نار بفعل الانفجار وبذلك يبدأ المحرّك بالتحرّك وقد يكون محرّك الحياة شبيها بها تُرى هل العقل يكفي لتثبيت الحقيقة؟ أمّ أنّه بحاجة لمؤازرة القلب والروح والايمان بها كذلك , فمثلا الثورات والتي تقام من أجل أمرٍ حقيقيّ يسعى له المنفذّون من أجل الشعب هي كذلك لولا نزوات البشر وضعفها أمام المغريات نابليون قال:"الثورة يخطّط لها الأوغاد وينفّذها الحمقى"! قد يكون ايمان الانسان كافيا لجعل بعض الأمور حقائق وهذا ماقد يسمّونه بتبدّل الحقائق الآراء والفلسفات كلّها لها حقائق لكنّها غير ماديّة أو مدركة بشكلٍ واضح كالعلوم والفيزياء والرياضيّات , البشريّة ستستمرّ باختلافاتها طالما بقيت حقيقة تلك الأشياء التي يؤمن بها غير مرئيّة