منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ حَمَامٌ زَاجِلْ ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2010, 01:14 AM   #2209
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 21

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي


" ماذا سأفعل .. كيف لحمامة أن تحب البحر ؟! و هو منفاها الأزلي ..

كيف لي أن أعيش برفقته ؟

أأخذه للسماء ؟ أم أغوص معه ؟ و كيف أغوص بدون أدوات ؟

أأبيع روحي و أتخلى عن أجنحتي ؟!

لأراقب الغروب بانكسار كل يوم ..

!! "

أرأيتَني ذاك الصباح ؟ تحت شجرة الزيتون أختبئ من الشمس لأني أرهقت بحرارة المفاهيم المشوهة ..

و حينها قررتَ رشَّي ؟!

الكون مليء بالحمام ..

حمام ملون ..

و نوارس أجنبية ..

و في زاوية شارعك توجد فصائل مثيرة من الطاووس بشتى أشكاله المبهجة ..

لمَ اخترتني بنزفي الذي قد لا ينتهي ..؟!

لمَ لمْ تتركني أقضي بسلام ..؟!

أكان عليك أن تضايق لحظاتي الأخيرة ؟!

ألم أخبرك أني في درب نهاية السماء ؟!

ألم ترى الكحل ذائب من عيني الجاحظتين ..

و اللون الأسود في ريشي مبغضا لي ..

فأعيد صبغه مرارا و تكرارا .. لأتخفى عن كوابيسي السوداء ..

ألم أخبرك عن الصياد الأسود الذي خطفني من سريري ذات ليلة و ما زلت أهرب منه .. ؟!

"

و ها أنا رحلت بجنون الغافلين .. و بحمق الطائشين .. و بِحُمَّى المتهورين أنا الآن سجينة ..

و لكني لم أجد بدَّا من فراق أمواجك التي لا تبحر بي سوى بمنامي ..

بحرك الواسع لا شيء حتى الآن .. سوى كلمات تنسج بالأحلام و تأتي بالأحلام لتأكلها في النهاية حين يأخذها الملل لشرق التأملات التعيسة ..

و افتقدتك بلا حساب لعقلي التالف ..

و لكبريائي المنهار ..

و لأجنحتي التي قيَّدتُها ..

و قلبي الذي اختار أن يرحل أملا منك أن تمسك به و تقول : لا ..

لكن ، كل ما تقوله هو اليأس من شطآنك و الكواكب البعيدة التي تنظر لها ..

و تنسى أنني حمامة لأحملك إليها ..!!

..... تعبت يا قلبي " بحري " تعبت كثيرا من هذه الطفولة السيئة التي تعيث بها في أرجائي ..

متعبة و الله !

"


هل السعادة حقا تتحدث لغة أخرى .. لا نعرفها نحن ، ولا الحمام ؟!!

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس