لا تعذبيني بالصمت لأن غيرتي تخطتْ نحوك أسوار المعقول ، لو كان بيدي لذبحت نفسي قبل أن أذبحك، وما تمنيت حجرا تلقيه عليك يدي الغيورة إلا أن يصيبني قبل إصابتك..أنا ههنا خليطٌ منكِ ، خليط فيه نار ونور، وغضب وسرور، وفيه -يا حبيبتي لو أبصرته- سموم الدنيا تهتك بأحشائي ومع ذلك فيه الدواء من كل سم.
ولو أنك اعتصمت بحبل العدالة لرأيت أن النار التي تبعثني إليك أحيانا ما اشتعلتْ في عينيك إلا بعد أن حولتني رماداً متطايراً، فقذفت بي في حممك المصهورة فكان نتيجتها إيذاؤك فدتك روحي، وحياتي.
لا تشمتي حاسدي بصمتك هذا ، ولا تقضي به على بقية الحياة القائمة على تدبيري وأنت بعيدة عني ..وهل كان خيار البعد لي إلا من باب الهروب من نارك الموقدة، فبالله عليك كيف زادها البعد عنك اشتعالاً؟؟.