"رائعتي"
نَفْثه
البعض من قولي سأتركه مؤقتاً في أدغال تحرسها خرابات الورق الأخضر المُصفرّ وصوت اليباس والضجر !
لأن الحديث جسد والرأس فكرة .. والعُري لا يُلغي جِلد الأنسنة !
,
يضيق الكون من حولي .. ينقبض .. يتقلص .. يضمحل .. يعترضني بنقطة آخر السطر .
يتسع وجعي فــ أُحشَر في عنق الغياب وحدي ..
أركل الحضور بقدم الروح الموجوعة .. أحرس الصبر المركون في تكايا الصمت , أردد الأحرف بخطأ كبير و لا أتوجّع .. فهناك من يقتنص حزني ليُلاحقني به !
أغرب عن وجه الظهور لأني أغرق حتى القاع ولا يسعهم إنتشالي ..
أغرب عن وجه الظهور لأني الممغنطة بالأسى ولا مُحتَمِلْ ... ! أغرب عن وجه الظهور لأن الفخار خُلق بشهادة إنتهاء , لستُ مثله و لنْ .. !
أغرب عن وجه الظهور لأني المسحوبة على ثِقَل التألم .. أنتظر وأحتضر بلا إكتراث يشبهني .. !
أغرب عن وجه الظهور لأنهم الأصدق في كذبهم .. !
أغرب عن وجه الظهور لأن الحزن متكوّر بي ومتكوّم كـ بطون الحوامل اللاتي انشغلن عنهن قابلات لم يفرغ على مسامعهن الصراخ بعد !
أغرب عن وجه الظهور لأني المنقلبة على ظهر الوجع بسطح أملس تقرعه الكعوب وترقص بلا كلل ..
أغرب عن وجه الظهور وأهرب : أغسل صدر الصباح العاري بعيني جيداً لـ أتأمل إنكساري ..
أغرب عن وجه الظهور وأهرب لـ أكنّس لساني من الكلام فلا يلتقطه شامت .. !
أغرب عن وجه الظهور فــ أُركَنْ و أنكمش بلا آوي بلا عائل يستوعب رعية التعب المحزونة بحملهم .. !
أغرب عن وجه الظهور لأن أصدقائي ينفضوا مسامعهم و يختبؤا حين أنادي بــ أسماءهم .. !
أغرب عن وجه الظهور لأني الجناح المفرود حين يقرصهم الشتاء فينهال عليهم حماية و دفء لأموت في الفراغ البارد حين تُدار المقاعد .. !
أغرب عن وجه الظهور لأن أمي تستشف وجعي تنهاني عن الضعف ولا تنفك من خطاباتها العريضة على رأسي كل يوم لتكسر حيلتي فتُحال لقدرتي و أُفلِحْ .. !
أغرب عن وجه الظهور لأني المُزدادة قرباً والمرفوسة بالبُعد لأبعد دفة ..
أغرب عن وجه الظهور لأن طاولات الحديث تزداد هجرة والعناكب لا ترحم المهجورين .. !
أغرب عن وجه الظهور لأني ذات مسغبة ولا قوت يكفي لقضمتين .. !
أغرب عن وجه الظهور لأن الماء لا يشيخ أبداً بل يموت بكرامة الصبابة و الأنجال .. !
أغرب عن وجه الظهور لأن يدي تُدَسُّ تحت الوسادة بثقل وتباطىء كل يوم لتسرق هاتفي فتُقلب ذاكرتي به
وأترنح بين التملص والتلصص والخلاص من كافور التعب المستيقظ في الذكريات الجنائزية المتعاقبة المُعاقِبة ..
أغرب عن وجه الظهور لأني الغروب المُنحسر المنتحر في كبد السماء بلون الدم بعد الماء ... !
أغرب عن وجه الظهور لأتنفس بلا قفص بلا خوانق و رئة مهترئة .. !
أغرب لأني الأكثر دوماً .. !
أغرب لأني أرغب بالهروب فأرتحل مني عني دون عناء يرويني عطشاً .. !
أغرب عن وجه الظهور لأني أُعلِن ولا ألعنْ .. !
[ هكذا نمتد بــ نشاز ]
Who cares !
شكراً لكِ
هذا المكان ملتصق بي

,