فمن نحن يا قدر؟؟؟
قال: أنتما بسمة متعثرة في طريقها إلى الواقع ، مرتْ على الوجوه لتجد على قسماتها فسحة ..عزتْ عليها فسحة الوجود. وإذا بها ترتطم بجدار أفقدها ثلثي نشوة الأمل في خيال يسمى الحياة.
وأنتما ما أنتما إلا شرارة من فناء ثنائي ذوّبَ كلا منكما في صاحبه نار عشق لا نظام لها على أرض الوقع يسير عملية إحراقها فأحرقت نفسها كمدا، وحسرة.
أنتما ..لست أدري في الحقيقة من أنتما سوى ما ذكرت لكما من بنود الألم المعرفة بكما.
قلت: نحن يا قدرنا الغالي عاشقان تمرد الحظ بهما وعليهما فأبدلهما نقيض ما عليه جميع أهل الحب من كفاية روحية، وجسدية تخص كلا منهم بما يوائمه..إلا نحن فمكر الحظ يحيق بنا ، وإليك البرهان:
نحن لا نذوب عشقا في ذاتينا إلا حينما نكون أقسى ما نكون على ذاتينا..فلو أن قارئا قرأنا لما وجد للحب ثغرة بيننا يتخللها إلينا وسياج القسوة قائم كحائل الصخر بين الماء ومنسكبه.
ونحن هكذا لا ترحمنا سوى حروفنا تشرح للعيون معاني الرقي في تفسير الوجدان ودواخله، وعيوننا لا تقع أنظارها منا إلا على ما يحير الحليم، ويخجل العليم.