طَبْعا ً لَست ُ في الْوَضع ِ الَّّذي يُمَكِنني مِن قَولِ : رَائِع مَثلاً و َ مُبْدِع ..وما إلى ذَلك ,
ممّا يُشعرني بأنّي أُقيّم الشّعر بِطَريقةِ رَبْطة الْعُنقِ و الجكت الأسْوَد و َ الْكَعبِ العالِ وتحيّة ٍ تُشبه الآنسة ’’مِنشن’’ فِي فلم ِ الطُفولة (سالِي ) .
أنت َ لا يُمكنك أن تَضع قَصيدتك عَلى الْطَاوِلة , وأنا لا يُمْكِنني أن أقرأها بِترتيبٍ يُشبه ُحروفِ الْهِجاء على لِسان طفلٍ فِي مرحلةٍ مُتقدمةٍ ابتدائية , كُلّ ذَلك لَيْس َ مِن شَأنِي وحدي , بَل أنت َ تُجْبِرُ عَلى ذَلك .
وأقصُد بِهذا : بأنّه وَ رُغم الْصَوت الْبَسيط جداً الَّذي سَيقرأ بِه الْقَارئ هَذا النّص , الْصَوت الَّذي يُشبه أن ينسّل نَفَسٌ نحيف ٌ مِن ثُقبِ الْبَاب ..أو تَنبعثُ مِن جِلباب أُمٍ رَائحةٍ لإبْنٍ لها مُتَوفٍ منذّ زمن .
رُغم هَذا الْصَوت , إلا أن القِراءة له تُحِدث فاجِعة عالية في المزاج ِ الساكِن , لا أستطيع ُ تخيّر كلمة أُخرى غير ( فاجِعة ) , أيضا ً : لا أود تغيير أول وصف ٍ طَرأ لِي , فأنا أعنيه ِ تماما ً .. أكثر من أي كلمة ٍ أُخرى سأكتبها لاحقا ً ..
( الموهِم ) : كُنت أتحيّن الفُرصة التي تَجعلني اتلائم مع هَذا النص يا عَارِف , الْفُرصة التي تَجعل الْعالم لكأنه مُتعلق فِي جفني .. كُلّما نَعست ُ سَقطت مَدينة عَلى أنفي , لا أشم ّ فِيها إلا رَائحة الجرح !
لِذا شُكرا ً لِبقاء هَذا النص فِي أعلى المزاج الحزين , كُل هَذا الوقت النافِر ُ الغير مُحترم , والَّذي يَشتم ُ عيني .. حِينما تُدير حُلمها وتَمضي .
شُكرا ً لك .
