حينما أقول: هذا اليوم، كأنما أقول: هذا الشوق، فقد عرّاني الشوق إليك اليوم من كل ساتر، ومن كل تقية أتقي بها عيون حسادي عليك، وأصبحت صبيحة هذا اليوم لا أملك من حول، ولا طول، سوى ترديد أنات دمعي، وتصريف سيبه وهو لا يبقي في المقل الذائبة ، الذاهبة إليك قطرة، أو شيئاً من بلة.. وأقول بيني وبين نفسي: أهو ذا الحب الذي يتحدثون عنه؟ أهو مجموع عدة العاشقين الذي ملئت منه صحائف أعمالهم ذلا، وعبوديةً، وخلع كل حشمة على أعتاب من ملك منهم الوالد ، وما ولد.
وفي صبيحة هذا اليوم، وعند بزوغ شمسه ودعت من بقايا الرمق مني آخر عرى الصبر، واستقبلت بها أولى روابط المكابدة الطويلة..وليت شعري ماالفرق بينهما وهما وجهان لعشق واحد. وصفحتان لحب واحد، وفقرتان أولهما حبيبي، وثانيهما طبيبي..
في هذا اليوم ودعت لديارك من ودعت، وما كدت أنهي عناق الوداع حتى أنكرتني ذاتي من وحشة ذاتي، ووجدتني قد سبقتهم إليك، فيا للعجب أيُّنا الذاهب، وأينا المودع؟؟ ومَن ودّع مَن؟؟..حقيقة تائهة المعرفة عند ازدواج الطرفين، حيث لم يبق لدي صواب أهتدي به لمعرفة من السابق منا إلى جوارك يا أملي...