منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - صحراء راودها الرذاذ . . .
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-07-2010, 09:23 AM   #40
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي


21 ابريل 2010 .
....
...
..
.
يدق الزمن بعكازه على أرض لم تعد تحمِلنا.. ثـقلت عليها أحلامنا، نتمشى على حواف الوقت.. ندور خارج أنفسنا.. تسحقنا رحى الاقتراب كلما حاولنا ملامسة الزلال.. تزل أقدامنا على أرض يابسة !.. يقتلني هذا العراء الموحش.. يقتلني دخان الوقت.. يقتلني السكون.. يقتلني الهدوء.. يقتلني الفراغ.. يقتلني الازدحام.. يقتلني افتراق أصابعنا كل مساء، عند مفرق الطرقات..
شارع الخليج العربي.. لا حياة فيه غير عيون الكاميرات المخفية التي (تصيد) كل المارّة على صدره.. بحر البطين لم يعد ينخس بصوته، لا موجه ينطق، ولا هواه عليل، ولاسماؤه صافية.. لم يعد للبكاء أصابع حنونة تكفكفه، لم يعد للروتين أي انقلاب على رأسه، لم يعد للمساء رحيق أستفّه من بين شفتيه.. كل الأمور ساكنة.. خافتة.. لا نتحرك إلا باستئذان.. لا نتكلم إلا باستئذان.. لا نتصابى إلا باستئذان.. لا نشاغب إلا باستئذان مشروط !!، لم أعد أشعر بذاتي.. لم أعد أشعر بحريتي.. أنا مكبلة في قفص اسمه (الحرية).. ولكن حرية مشروطة.. قصقصتُ جناحاتي البيضاء، ولبست العباءة السوداء بدلا منها، لملمت فوضى شعري المتناثر كخصلات الربيع، وحشوت به شيلة ذات زراكيش كثيرة، لا تحمل مني الا معنى ذائقتي المزركشة.. ألوانها تغريني بغزو الحياة مرة أخرى.. بغزو الآلهة المعلقة على أطراف البحار والسماوات، وقصص الأنبياء الخرافية ذات الطابع الأسطوري.. لم ينته زمن المعجزات .. نعم فما حصل لي معجزة لم يؤرخها الوقت بعد، بدأت أكره هذه الصحراء العارية من كل شيء إلا القحط، بدأت أتنصّل من أهلي ومجتمعي وتاريخي، سأشكل لي خريطة جديدة، أعيش عليها ما بقي من أحلامي، لن أتردد في الهروب، وليقل علي العاذلون ما يقولون، فأنا لن أرجع لهم، سأقتل حنيني وحبي لهم، سأكرههم حتى لا آبه بما يقولون، ولن أطلب السماح من أمي، لن أسأل إخوتي العفو، لن أترك مجالاً لصديقاتي كي يعاتبنني.. سأكره الجميع، كيما يحز في قلبي حزازة العودة إليهم، وإن مات الذي هربت إليه، سأقتل نفسي وينسون ذكري كما فعلت أم فرجينيا و أم بول، لم يكترثا بسطوة الزمن والناس، هربا إلى حيث يولد للأمنيات حضن رغيد، حيث تتدفق الأحلام مع رقرقة الماء النقي، وتغدق الأيام بكرومها وسط سقيفة الحب والنماء، هناك حيث لم يعرفْنَ أحدا ولم يعرفُهُنّ أحد، ولَدنَ توأم الحب ومتن دون أن يدفنا، حتى الشمس التي تشهد على فعائل الخليقة كلها، كتمت سرّهما، وراحت تشرق عليهما وتغرب وتنثر شعرها المبلول بحبات المطر تارة.. وتارة متغلغلا بين أغصان الربيع..

.
..
...
....




زينب

 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس