منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أمواج بلا شاطئ
الموضوع: أمواج بلا شاطئ
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2010, 06:23 AM   #148
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 52

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي من الذرة إلى المجرة ،،،


ترقص على أشعة الشمس حتى يصل ظلها إلى مكانه الغائب ،،
تجلس وحيدة حتى يحين موعد الكسوف القادم ،،
غامضة أبدا لا تنتظر كيف مصيرها ،،
تكلم الجدران خلسة بلا أدنى مشاعر ،،
صاخبة على مجرى الأيام لا تعرف أين تشير أجفانها ،،


- هل تظن بأنهم يعيشون لكي نشعر بالندم ؟! ،،
- تريدين سماع همسات الأموات التي لا تنتهي !! ،،
- أنا حائرة ،،
- حينما تجتازين الطريق لن تملكين أي شئ من وعيك ،،



ارتخت مفاصل الريح وأخذت تروي بحرارة ملساء ،،
ذرات تتبخر ونبرات عطاش ،،
مثال تلو آخر عذب رصين عميق ،،
يتسلل بالنظرات فيستحوذ على أمل خلاب ،،
أمد يدي فأقبض على راحتها فتنسحب بلطف ،،
وأمر على البحر المزدحم بعد لأي وأقف أمام إشارة المرور ،، وترجعني الأشواق أو لقاء عابر أو رسالة من الموج تعاتبني ،، فأجد نفسي مرة أخرى حيال قلب طاهر وإرادة لا تلين ،، والطريق شاق ،، كل يوم أتصافح مع شواهده ويطالعني بنظرات صافية تتألق فيها بسمة أعوام ،، يتحرك في الأعماق شئ وأشياء لم تعرف السكون ،، تجتاحني الأمواج وشعور فادح بعمق الزمن المطروح ورائي ،، وأجدني أستمع إلى أغنية وأتحدث إلى هاتفي رغم كل شئ بجرأة مستمدة من ضآلة ما يتبقى من المناجاة ،، واعزم على زيارة ما هنالك ،، وأصور وأسباب الابتسامة والمرارة تتجاذبني ،، ثم أبتهل في خشوع إلى أشجان الفراغ ،، حاولت ،، ولكم حاولت وناصرت بما لم أسطع وصلا إليه لهذه الندية الجميلة تحت أضلعي والتي لا أرغب التخلص منها ،، حاولت هذه المرة متأخرا ،، بعد أن ذهبت الشوارع للنوم والمصابيح للتسكع بانتظار الفجر ،،
نظرت للقمر فوق سطح المنازل وحسبته رغيفا قضمه طفل وهرب ،، قد يكون للجوع دور في ذلك ،،
ورغم هذا الصيف الخانق ،، تتخيل قطع الحطب تطقطق بحنان يشبه البوح ،، صامتة بلا لون لا تذكر أطيافه المتشردة ،، حاوَلت ألا تجهر ،، وحاولت ُ ناسيا تلك الأماكن ،، كامنة الغياب فروع أشجارها لم تدر ما مقامها ،، مغمسة بشقوق الضوء الممتد بكسل غامض ،، رمادي الأفق ،،


صافية كقلب نهار ،،
تعاود الرقص على أشعة شمس باردة ،،
في صباح أشبه بما تشتهيه الحياة ،،
فالحياة لا تكتمل إلا في الفقد ،،
حينها يكون الخراب سخيا ،،
ومن الصعب أن تغلق عينيك عن الحقيقة ،،
لا تدر أين ولا أحد لديه الوقت للكلام الكثيف ،،

- كيف لي أن أحيا ؟! ،،
- مت قبلك ،،


فالعشب سيتناسل مهما وطئته أقدام المارة ،،
وستشرق أينما الشمس وستسقط الغيوم في الهوة ،،
فالسفينة التي لا تطع الدفة ستحطمها صخور البحر ،،
وقلت لنفسي بأن مكيف الهواء ربما خرب وهاتفي كذلك ،،
أوقفت سيارتي في مكانها فرأيت القطة الأم مستلقية على جنبها مترعة الحلمات والصغار تتلاطم مغمضات الأعين في حضنها ،، تابعت المنظر باهتمام ،، تذكرت ثيابي في المغسلة وبأني أضيق بالضيق وبأني أضيق بالأطفال فوق الخمس دقائق ،، وتذكرت نفود سجائري فسرت إلى آخر الشارع تترد أنفاس على كثب مني ،، لكم هي دائمة ،، دقيقة القسمات خفيفة الروح مليئة بالحيوية والمرح ،، تبتعد عن الأحزان قدر ما استطاع أن ينير لها الوضح الطريق ،، فتقترب فأحس بمس صدرها لكتفي وتواصل الحديث فلا أتابعها ،، أضطرم فيلتهم اللهيب أشواقي ،، أقف أمام البقالة الصغيرة المغلقة وأستدير وأضم الخواء إلى صدري ،، رغم سكرات الوجد فهناك حدود لا يمكن تخطيها ،، رغم نداءات وإشارات ،، مفعمة بالسرور والندم لا تهرع إلى ظلها ،، ظلال ساكنة لا تعرف النجوى ولا الحلم ولا البراءة ،، ظلال تجذب الدخان إلى حديقة الورد وتضرم فيها نيران الجحيم ،، تقطف الثمار في رعدة من الرقباء ،، تجري في حومة الحب خطـّافة الوعد نشالة السهد مجنة للنبرات ،، تراوح بين الصراع المكتوب والنعاس المفتوح العينين ،، فينقلب الطريق أغنية تتفجر بعذوبة الذرة وعذابات المجرات ،، أعاود السير فأجد القطة لم تراوح مكانها ،، أتابعها باهتمام أكثر فأجدها مفرطة في البدانة غافية النظرة ،، رزينة ،، جليلة ،، راسخة الاستقرار والوقار ،، يتنافح ما حولها يتبادلون حديثا غامض ورتينا عن الأحوال والناس ،، لا بسمة ذات معنى ولا إشارة إلى عهد انقضى ،، تمثال مصون ورمز حي ،، وعلى مهل أتخطى درج البيت وأتخطى الحاضر راجعا إلى ممرات نضرة ،، خطوة تلو الخطوة من الذروة إلى المجرة ،، والآفاق فراشة متعددة الألوان ،، وردة فواحة ،، تفاحة طازجة ،، ينبوع متدفق ،،



 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس