كنت البارحة بجلسة عائلية مع بنات خالاتي
ربما هو الاجتماع الأول لي بهم بعد فترة من العزلة عن الجميع
كنت مهشمة جداً .. ك المريض الذي كان لا يفارق فراشه وفجأة اجبروه على الحركة
وعلى الكلام ..وان يحاول أن يفتح نوافذ غرفته قليلاًليستنشق هواءً جديداً غير ذلك الهواء المريض بالذكريات ..
كان اللقاء خارج المنزل وكان هاتفي لا يمل من تكرار النداء ورسائل الاستعجال
قمت على غير رغبة مني لأرى ما سأرتدي
فتحت دولاب ملابسي .. وإذا بكل ملابسي التي كنت أرتديها وأنا معك تتقافز أمام عيني
وعطرك يفوح من بين أدراجي و يهاجم كل الأسوار التي بنيتها حول قلبي وعقلي لحجب وصد أشواقي إليك تنهار ..
مواجهة ما كانت في الحسبان .. والخاسر ما كان سواي
لماذا الآن ..؟
غريبة ذاكرتنا .. أعوام وذكريات ومواقف وأحداث مرت بي في غمضة عين
وكأني لم أفارقك قبل الآن .. شعرت ببرودة أصابعي .. وخفقان قلبي لرؤيتك .. ولهفة اللقاء من جديد .. شعرت ببعض البهجة تدب في أوصالي .. وكأننا معاً .. وكأنني أستعد لارتدي أجمل حللي لميعاد سيجمعني بك .. يا لا قسوة الذكريات .. يا لا قسوة الحنين .. مؤلم
سحبت بعض الملابس التي لا تشعرني بسعادة عندما أرتديها .. ولكن أبت يدي ألا تاخذ إيشارباً كنت قد أهديته إلي يوماً .. وكأني أتعمد إيلامي كلما مرت يدي لتهندم مظهري لتذكرني أني ارتدي شيئاً كنت تحب أن تراني به .. شيئاً يحمل ذوقك الخاص .. شيئاً جلبته لي وقلت لي لتتذكريني .. فرددت حينها سائلة .. أسوف تغادرني .. لإتذكرك حينها .. !
قلت لا بالتأكيد ولكن ليصحبك أينما ذهبتي .. ليذكرك بي أينما حللتي .. ولو كنتِ بين يدي من لا أرغب أن تكوني بين يديه يوماً .. سيذكرك بي حتماً .. وهو الآن يذكرني بك .. ملمسه .. رائحته .. التي أغرقته يومها بعطرك ليذكرني بك أكثر وأكثر .. مازال عطرك بهم .. أشعر بك الآن .. أنك بجانبي .. ولكن بالجانب الآخر من النهر .. أراك صدقاً .. ف لتصدقني الآن لو مررت من هنا أني أراك واقفاً بالجهة المقابلة .. تراقبني .. أتذكرك الآن عندما قلت لي .. أننا لم ولن ننتهي .. ف لقصتنا بقية ولكن متى و أين .. لا اعلم ..!
أوصيتك حينها على قلبي الذي يسكنك ألا تسكنه سواي ..!
وأوصيتني أنت على إحساسي بك ألا يشعر به غيرك ..!
وها أنا على العهد .. وأعلم انك لم ولن تخن عهدي أيضاً