حدثتْني عنك يوماً، وسرى الحديث بيننا عنك وهي متعجبة من جنوني ، وثائرته عند ذكر اسمك، وأدركتْ أن ذكرك لو لم يكن حديثاُ لكان مني نفَساً يجري مع الزفير الخارج، ولكان مدار تقلب الطرف مني على مر الثواني وهي محملة بك كالمنقول من مستقره إلى مستسره.
وسألتني حينها عن سبب هذا الجنون، ثم أجابت نفسها بنفسها بصمت طال مد حيزومه، وأغرق في سكونه أمام حقيقة لا تكشفها أسئلة ساذجة، وأخرى ناقصة..وكأنما قاستني صويحبتُك على المارة في درب الهوى استجماماً، وتفكهاً ، ولم يعد لديها ثَمَّ حل إلا ذلك التصنيف الرجعي، المعهود المستهلك بحثاً..وأنا ، أنا جديدك في كل هذا الحب، وجديدك في كل هذا الوصف، لأنك قديمة عشقي، جديدة شوقي.
وتعجبت أكثر من طيش الشباب المولع بك مني، لا سيما وأنا الآن على مشارف الولوج إلى ركن الثلاثين من العمر، وبه تم توديع مرحلة كنت أنت رائدة عمرها، واستقبال أخرى أنت حبيبة آتيها..