منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أمواج بلا شاطئ
الموضوع: أمواج بلا شاطئ
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-2010, 01:51 AM   #149
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 52

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي قصيدة اليوم السابق ،،



اطو الشباك فوق الرمال الشاحبة ،،
واعقد الدروب ،، ضفيرة ثقيلة للأرض ،،
قلّد الماء الصافي ،، ملابس ساقطة ،، في شرنقتي ،،

جوزيه فلوغ تابي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

في هذا المساء يكون قد نما الرجاء في الحقائب التي اشتد البعاد بها ،،
سيعود الجميع إلى بلدانهم الأخرى وقد حصل كل منهم على حكاية أخرى ،،
وعلى جثة دمعة خطت فوقها الريح ،، تتدافع الكلمات والأحلام مثل قوارب عشاق صغيرة لا تتسع لأكثر من راكبين ،، صرخة في الفراغ تشهد نضال الموت المتموج ،، رفسة موجهة قبل حلول الزوال ،، تكتب لتحمي نفسك من قراءتك ،، تكسر جمجمة الضاد وتنبش قبور المقدسات والأضرحة المعتقة ،، عملية تنشيط لمفاصل الروح ،، ففي كل المساحات الممتلئة بالتوتر كانت هناك شقوق تتحرك داخل إطار الرؤيا ،، كان الزمن ضائعا في فراغ المكان ،، كافيا لكي يستعرض كل منتظر ،، وكل أسماء الوجوه العميقة المطعمة بشباك الصيد ،، هناك آثار كلمات ذاوية على رجفة الشفاه السفلى ،،

إذا تعلمت ألا تحبين فعلميني ألا أحب ،، وسأزوج كلماتي لدعواتك ،، مثل حياتك ،، مثل نظرتي ،، فلنتقاسم ثرثراتنا ،، ولنحتكم كعادتنا في آخر الليل إلى جنوننا ،، عار على العالم أن يتركنا بلا مقابل ،، لو نملك حجرا لشج رأس الطبيعة ،، سئمنا هذا الحبل وكثرة عقده ،، انظري إلى الأفق وسترين قبورا مستلقية على أكف الزمن :
كل مقعد أراه وحيدا يهيم ،،
أقبله ،،
وأقول له : أنت ابني العظيم ،،
وأمضي إلى وحدتي المقبلة ،،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قالت بصوت مبحوح كأنه قضى النهار يمهر الهواء : كيف حالك ؟! ،،

على الدوم شفافة كدمعة ،، صاخبة كموجة ،، وجميلة كشعاع مغسول بمياه المطر ،، فيها آلام كثيرة وسعادات صغيرة وضوء أبيض ،،
تستعجل الثلج في الرطوبة الخانقة ،، تستعذب الصمت كشبح لا يتعثر في شئ ،، تكر الدموع من عينيه لتتسلق وجنتيه ،، خافق ،، لروحه خفة قشة ولجسده طراوة عشب أخضر وذهنه كله اندلاق بعد قبله ،،

ولكن الفراغ هناك ليس هلاميا ،، إنه معادل روحيّ للصرخة الأولى ،، ألم يقل الماغوط : " إذن سنموت على أرض أخرى ،، ولن تلمحوا دموعنا وأسمالنا " ،، إنها شهوة العودة بعدما تتقيأ قبورا وهياكل إنسانية ،، صرخة أخرى تعيد الصدى ،، أمام المرض والرمل الناتئ من العيون المعلقة على أعمدة النور ،، أمام الفرح المصادر إلا من الأدعية ،، أمام جيف الأحياء والرطوبة اللزجة المنبعثة من العلاقات بالآخرين ،، وأمام كل هذه الحماقات الرمادية لا تملك إلى أن تتصل بالفراغ ،، بشيطنة الفضاء اللا متوازن ،، بنزق الروح جمعا ،، بغية تقنين الهروب من تصدعات الأرض التي يملكها الآخرون بامتيازات نمطية ،،


فالحياة مهما طالت فهي دائما قصيرة ،، بدون الأدعية تصبح الحياة فاسدة خالية من المعنى ،، حتى يكون القلب قادرا على المنح لا المنع وعلى الأخذ لا الصد ،، كالمهاجر الذي يشعر دائما بأنه إنسان غير مكتمل ،، يتحسس الغربة كلما فرك الصباح عينيه ،،
والأمل كلمة معناها غريب في مختار الصحاح ،، ولكنها كرفيق الدرب الذي لا يتجاوز العشرة أمتار ،، لا يمشي على الأرض وإنما يدغدغ الأقدام رويدا رويدا إلى أن يصل للقلب ،، وقد يكون تجاوزه غسول للرأس من طنين اليوم ومن عبث اللا معنى ،،

 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس