يوم الثلاثاء .
كان هنالك موعد أسبوعيّ في هذا اليوم , كنت أتوق إليه لدرجة أنّني كنت أجد كلّ ماأفعله بالأيّام مجرّد مضيعة للوقت في سبيل وصول ثلاثاء آخر بأسرع وقت ممكن! . كنت أنتظر "المصارعة الحرّة" , وأتوق لمشاهدة :وورير ,هولك هوغن, برت هارت , بالرغم من أنّهم لايأتون إلا مرّة بالشهر! , كنت أتحمّل رؤية مصارعين مجهولين تماما ومباريات باردة _علّي وعسى أشاهدُ أحدا أعرفه _ لكن للأسف كان البرنامج ينتهي من دون رؤية مصارعيّ المفضّل , كانت الطريقة الوحيدة لرؤية في أغنية النهاية للبرنامج )": ! .
كان مظهري الموحي بالنعاس صباح كلّ سبت داخل الفصل الدراسيّ مألوفا , والسبب هو برنامج "المصارعة الحرّة" والذي كان يبثّ باللغة الانجليزيّة , كنت أحضى بمشاهدة مبارياتٍ أفضل لكن الثمن كان النوم متأخّرا! .
لم أستسغ حقيقة أنّ المصارعة الحرّة عبارة عن تمثيل! , كيف يكون كلّ من أحببتهم ممثلين ومخادعين؟! . ومع بدء عقلي يتقبّل الفكرة _بسبب ادراكي مع بضع السنوات التي مرّت_ كنت قد بدأت بالإستيلاء على أرشطة الفيديو من محلّ يدعى "فيديو هلا" , حتّى أنّني أخذت رقم اشتراك وكنت معتادا على الذهاب إليه وأقول:هل من جديد ؟ ويقول :لا . من حسن حظّي كان المحلّ قريبا من أحد الأسواق وكنت أتقبل على مضض مهمّة المرافق لقريباتي فقط كي أحظى بفرصة للسؤال عن جديد لم يكن يأتي إلا قليلا!.
بطليّ المفضّل بيرت هارت (": , وبسببه كرهت مصارعين وأحببت غيرهم كنت أحبّ كلّ شيء يفعله أحببت كندا ضد أمريكا لأنّه كندي! وأحببت أغنيته بالرغم من أنّها لم تكن تطربني لكنّها أغنيته! .
طبعا المصارعة الحرّة تمثيل ف تمثيل ولم أحد أحبّ مشاهداتها أبدا خاصة من بعد موسم : 98 م , انكار أن المصارعة تمثيل حاليّا يعدّ حمقا , فقد خرج مكهومان في برنامج تلفزيوني وأعلن ذلك بالرغم من أن الكلّ كان يعرف ذلك, لكن على مايبدو مظهر محبّي المصارعة وهم يقولون بأنّها حقيقيّة وهم يدركون أنّها ليست كذلك كان سخيفا ومن المؤسف أن يحدث ذلك لمحبّ لهذه الرياضة , عفوا لهذا الفنّ ! .
لكن نقرّ بشيء ما, بأنّ تلك الحلبة ساحرة وخلابة وان كان هنالك مصارعين مبدعين في خلق الحركات هنالك منهم أروع منهم وبكثير , مؤلفي القصص والأحداث ومبتكريّ الشخصيّات الغريبة , العالم كلّه كان موجودا , هنالك : الحانوتي,الساحر,الجندي,العملاق,الوسيم,المهرّج,السو مو ياباني, والكاراتيه ياباني,والهندي الأحمر ,إلـخ . بملابس تمثّل كلّ العصور والثقافات : الكاو بوي , مغنّي الروك , طرازن ,إلـخ. كانت متعة اختلاق الصراعات فيما بينهم فريدة . وكان هنالك صراع الأشقّاء والأصدقاء و صداقة أعداء الأمس !.
بعد سنين من تركها كنت أستخفّ بكلّ من يشاهد المصارعة الحاليّة والتي انقلبت تسميتها من wwf إلى wwe , كنت أشاهدها في المقاهي كان الكثير من المراتدين يشاهدونها والسبب كان في المصارعة النسائيّة ومديرات الأعمال الحسناوات! ياللأمريكان حتّى وهم يقولون لنا:ياأوادم المصارعة كذب وخراط وتمثيل يجبروننا على مشاهدتها بحماس! , لنقل الأمر أشبه بأفلام الهوليوود.
أعظم اللقطات لمصارعيّ الحبيب بيرت هارت.
راندي سافج كنت أكره ضعف تحمّله لكن كنت أحبّ موسيقاه (": .
المصارع الذي تمنّيت أن أكون مصارعا كي أهشّم رأسه ,فهو من سرق من بيرت هارت _كما كنت أقول_ حرام البطولة العالميّة للـ wwf. كانت تروق لي موسيقاه وحركاته البهلوانيّة وشقاوته لكنّني كنت أدّعي غير ذلك.
مشهد يؤكّد القدرات السينيمائيّة الهائلة لمخرجيّ المصارعة الحرّة بصراحة كانوا فضيعين , أندرتيكر والذي _بحسب السيناريو_ اختفى وتم إظهار شبيه مزيّف ولكن في هذا المقطع عاد من اختفائه فجأة وبهذه الطريقة الدراماتيكيّة!.
أمضيت وقتها مع مقاطع youtube الكثير من الوقت لاسترجاع ذاكرتي يوم جمعة وبدأت دوامي السبت وأنا أشعر بالنعاس فقد سهرت عليها ,تماما كما كنت أفعل كلّ يوم جمعة بسببها (": .