منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - note : 2011 , 4 sport and evry thing
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2010, 02:30 AM   #30
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

افتراضي طِـزّ بالكباب.


وقت الحلاقة , لاأجد أمتع من ذلك الوقت للثرثرة مع أحدهم.



عندما يكون الحلاق تركيّا فإنّني أسأله عن النادي الذي يشجّعه وأقول هل أنت من محبّي فنربخشه أم غلطه سراي ؟ وقليلا مانخرج عن الرياضة وان حدث ذلك حدث بسبب التلفاز الذي أشاهده عن طريق المرآة وفي تلك الفترة كانت الأخبار تتناقل تصاريح "أردوغان" بكثرة. فدار الحديث بيني وبينه عن تركيا المسلمة ووصلنا إلى القلعة التي هُدمت في مكّة وعبّر عن استيائه وكذلك عندما قلت بأنّ السعوديّة لاتوجد بها سكك الحديديّة فعليّة قفز على حديثيّ قائلا: السلطان العثماني بنى سككا هنا لكن ... تمّ تدميرها . فقلت له: إنّها الحرب , والدولة العثمانيّة كانت أضعف من أن تقف في وجه الانجليز وقتها . فقال : لو العثماني حصّل البترول وقتها كان _ فابتسم_ .

طبعا في قلبي قلت: الحمد لله مادريتوا عن البترول ولا كان كارهين عيشتنا.


طبعا انتابني الخجل من الكلام الذي قلته _وان كان في قلبي_ لكن لا ننسى بأنّ وجود المسلمين في أوروبّا كان بفضل الدولة العثمانيّة وقبل ذلك "القسطنطنيّة" هي لؤلؤة انجازاتهم . لكن لو رجعنا إلى التاريخ لوجدنا أن البلاد العربيّة-الإسلاميّة توقّفت عجلة أيّامها من بعد وفاة سليمان القانوني , أو لنكون أكثر وضوحا منذ استيلاء الدولة العثمانيّة على مصر والشام وشمال افريقيا!.

_طبعا الغرب يطلقون على طابع الحكومة العثمانيّة التي تلت سليمان القانوني بسلطنة الحريم_

ينبغي علينا أن نسأل التاريخ ونقول: في أيّ عام مات آخر عالم مسلمٍ معتبر؟ ولماذا لم يأتي أحدٌ من بعده؟؟ .


لماذا تعامل الأتراك في فترة من الفترات مع العرب كمواطنين لبلدٍ مُستعمر؟!.


أشياء غريبة , عندما شاهدت مسلسل يتحدّث عن السلطان" عبدالحميد الثاني" كنت قد قرأت مذكّراته واتّضح أنّه مات قبل الحرب العالميّة الأولى والتي كان بها انهيار الدولة العثمانيّة وكذلك نستطيع القول بأنّ عبدالحميد الثاني _رحمه الله_ قد أتى متأخّرا جدّا وأتى بالزمن الخطأ , أتى بعد فوات الأوان وبعد أن كان العرب قد ضاقوا ذرعا بالأتراك , لكنّ التاريخ يذكر رفضه إقامة مستوطنات يهوديّة في فلسطين رغم الإغراء الماديّ الكبير.




طبعا.
أتى الغرب بدلا من الأتراك (الدولة العثمانيّة) والتي قضى عليها التركيّ :أتاتورك وانسلخ من الماضي العثماني والجدير بالذكر أثناء تلك الفترة المضطربة حدثت جريمة أُرتكبت في حقّ الأرمن بتهجيرهم بالقوّة من تركيا إلى أرمينيا وقد مات بسبب ذلك الكثيييير. طبعا الغرب عندما رحل ترك خلفه السكك الحديديّة والعديد من الآثار الإيجابيّة_رغم حقيقة الاستعمار_ يكفي بأنّهم هم الذين أخرجوا النفط لنا _وطبعا لهم_ .



أمرٌ محيّر , والحيرة تسيطر علينا أكثر عندما نريد أن نقيّم الفترة العثمانيّة حقّا.


وأخيرا , أودّ أن أسأل:
ماذا ترك لنا العثمانيين من خلفهم ؟

- القهوة التركيّة ؟
- الطربوش؟
- الأرجيلة ؟
- الكباب؟
- إطالة الشوارب ؟

- طـزّ! , وهي كلمة تركيّة تعني الملح .

 

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس