منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - غَمَــامْ
الموضوع: غَمَــامْ
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2010, 09:38 PM   #17
بعد الليل
( كاتبة )

الصورة الرمزية بعد الليل

 







 

 مواضيع العضو
 
0 جهاتي
0 اليك .. مع قلبي
0 يتبع ..
0 زواج ودمى !!

معدل تقييم المستوى: 9444

بعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي ونقلبُ الصفحة ...



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



ضع شروطك !!


خلال اجتماعنا الأخير في لجنة شكاوي المرضى
تقدمت سيدة بـــ شكوى ضد المسؤولة عن التصوير الــ فوق صوتي لـــ أنها لم تخبرها أن لـــ إبنها ستة أصابع في رجل بدل من خمس !
ذهبت بي هذه الشكواى لـــ السنة الأولى بعد تخرجي وخلال سنة الامتياز وفي قسم الأطفال حديثي الولادة

كان يوما صيفيا
وكانت أمي تصر أن ترافقني ذهابا وإيابا من المستشفى مع السائق لأنني مصرة ألا أتعلم السياقة
الساعة تشير إلى السابعة والربع حين غادرت السيارة
ودعاؤها يتبعني : الله يوفقج !

بعد اجتماع الاطباء اليومي
طلب مني رئيس القسم أن أرافقه إلى قسم الأطفال الخدج لــ معاينة حالة هُناك
رافقنا زميلي محمد الذي كان ينهي سنة الامتياز معي واخصائي العناية المركزة لــ الأطفال

أمام القسم كان يجلس رجل ثلاثيني العمر
قام واقفا حين لمحنا متوجهين إليه
متقدما نحونا
توجه بــ سؤاله إلينا جميعا
تلمح هذا في عينه
يسأل عن رئيس القسم

الــ د. فارس
سوري الأصل إمريكي الجنسية
يمتلك روح طفل حين يتعامل مع الأطفال المرضى
وقلب أب حين يعلمنا
وشدة أم حين نُخطئ
وأحتواء أخ حين يوجهنا لـــ مستقبلنا

بادر الرجل بــ صباح الخير .. وصلت نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وكان يبتسم كـــ عادته
الرجل لم يبتسم ولم يكن غاضبا
كان قلقا ... قلقا جدا
يبدو لك أنه يجري وهو واقف
يسابق الحاضر إلى المستقبل الذي يريد
كلماته سريعة جدا
إفتراضية بــ إلحاح :
إفعل أي شئ .. أي شئ
هذا أبني الوحيد بعد صبر طويل
والآن أخبرني أن كان العلاج غير متوفر هُنا
ســ أسافر به إلى أي مكان
إفعل أي شئ

في ابتسامة من يمنحك الأمل قبل أي شئ
بادره بـــ :
لم نفحصه حتى الآن
أمهلني بعض الوقت .. استرح هنا
وســ أتي إليك لــ أخبرك عن حالة إبنك

تعلمت من هذا الطبيب أشياء جميلة جدا
أن لا أستبق الأحداث
ولا أمنح الوعود
ولكن أقبض على الأمل لي ولــ مرضاي
وأعمل

بــ دخولنا إلى حجرة الحالات الخطرة والخاصة طبيا وبعد التحية
بادر د. فارس الممرضة المرافقة لنا بـــ اسم أم طفل وطلب منها أن نبدأ مرورنا به
وإلتفت إلينا:
هذا هو إبن ذلك الرجل
وطلب مني أن أبدأ أنا بــ فحصه

نظرت حيث الورقة المُلصقة بـــ حاضنته
كُتب عليها أنه انضم إلى عالمنا منذ سبع ساعات فقط
طفل كـــ كل الأطفال جميل مثل السكر عذب كــ الماء
هدية الله إلى والديه
ابتسمت إليه وأنا أُخرجه من بيته الصغير / حاضنته
كان مُلتحفا بـــ غطاء أزرق كـــ سماء
وضعته على سرير الفحص وبدأت أفتح ذلك اللحاف
وكانت مفاجأتنا كبيرة
كل هذا الجمال
بـــ لا أطراف علوية / بـــ لا أيدي يرفعها بــ دعاء لـــ الرحمن
إلا من نتوء صغير يمتد من كتفيه
كان ذلك الطفل هو الحالة الأولى التي أرها هكذا منذ بداية عملي
التفتُ إلى د.فارس
فــ أشار لي أن أكمل
قمت بــ الفحص الكامل له
ولخصت ما وجدت فيه له ولــ زملائي
لم أجد نقصا فيه إلا غياب يدَيه !

الأم هي الأقرب لـــ هذا الطفل
ولــ ذلك نقابلها أولا
حين دخلنا إليها
هي من بادرنا بـــ تحية وحمد لــ الرحمن
وبدأت تحكي أشياء بقية معي
تقفز أمام عيني كلما رأيت شئ يشبههم !

لدي من البنات سبع
كلهن جميلات مكتملات الخلق والخُلق
حين جاءني المخاض
أنزلني أمام المستشفى ورافقتني إلى الداخل الخادمة
وهو يودعني بـــ قوله:
إذا كانت الثامنة
أخرجي إلى بيت أبيكِ

اتمت جملتها الأخيرة وابتسمت لنا
ثم أكملت :
وجاء الأول
كما تمنى واشترط على ربه
ولدا
ولكنه أتى كما يريد الله وليس كما يريد هو

وابتسمت





لا يمكن خلق يدان له
ولا يمكن زراعتها
ولكن يمكن منحه أطراف صناعية كهربائية
بعد عدة سنوات
بــ هذه الجمل أنهى د. فارس الحالة لــ أب الطفل
وأتمها :
ولا تنسى أن تحمد الله دائما على كل شئ

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع



سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

بعد الليل غير متصل   رد مع اقتباس