إلى روحي الوجلة:
لو أن للشبكة العنكبوتية إتصالاً خارقاً بواقعنا
لكنا من أسعد الناس , وأشقاهم في ذات الوقت
لو أن كل إسمٍ احتضن بين جنباته روحاً خفية
كتلك الأسماء المتناثرة هنا وهناك ...
وفاحت مباخرها بأزكى وأعتق عودٍ ومسك
كما هي الحروف بين جنبات أبعادنا
لكنا في أتم حال , وأوجّ شتات في ذات الوقت !
كم أحنو على نفسي
ليس لنفسي
ولكن :
لسكونه الجلي
وشغبه المستتر
في داخلي فقط
يجعلني أرسم فرحاً في سمائي
وأمطر فرحاً حزيناً على أولوية الكتابة
وابتعاد المسمى المنحوت في أرجائي !
لا ضير
فلقد وعدني عصر يومٍ أن يقرأ لي
ويقرؤني
في كل زهرة عطرة أستنشقها , وكل لونٍ يعبر قزحيّتي
في كل لحنٍ يترنّم مروراً بصيواني , وكل قضمةٍ من [نعناع وكراميل]
وكل قميصٍ فيروزي يلامسني بخجل , وترف الخجل الآخر المنتظر بانجراف
هو , لا أحد سواه , رغم كثرة الحاضرين ... وزحمة العابرين ... وكل خافٍ وكل مبين
أعلم بيقينٍ أنني أميّزه بينهم جميعاً , وأستطيع رسم ملامحه في ظلاله , ومن خشخشة مشيه أشعره
كلهم هو , جميع من طاروا فوق قطنٍ مندوفٍ يظللني من شمس حارقة , وجاسوا خلال ديار قلبي عابثين بشغف
جميع من دفّأني من قسوة البرد الليلي المتعجرف , وأشعلوا في عظامي القناديل البلورية الحمراء في غرفةٍ تعكس مخمليته
كلهم هو , وكلهم لي أنا , وحدي , لا يجرؤ أحدٌ على الاقتراب , فأنا هُنا , ولن تغفو عيناي عن لمسةٍ يفرّقها سطرٌ واحدٌ من عالمي !