نَاصِر المطْلق
مَقْطُوعة ٌ رِجْله ويَمْشِي على رِجل ٍ اصْطِناعيّة ٍ، وأحَد أصابع يَدهِ اليَمنى مَقْطوع ٌ أيْضَا ً، وكَذلِك اصبَع رجْلِه الغيْر مَقْطوعة كَذلك مَقْطوع ، كمَا أنّه مُصَاب ٌ بِفَشَل ٍ كُلَوي
شَفَاه ُ الله وأمَدّ فِي عُمْره
هَذا الرّجل لَم أَجد فِي حيَاتي رَجُلا ً بِإيْمَانِه ورِضَاه ، بَل وسُروره !
تَجَاوزَ بِعُمْرِه السّتيْن عَامَا ً
يَقُول ُ لِي فِي يَوم ٍ جلَسْت ُ مَعه وقَد قُلْت لَه شَفَاك الله ُ وأعَانَك يَاعَم ، وقَد ابْتَسَم : لايَاولدي هَذا خِيْر عَظِيْم اللي أنا فِيْه وأسْال الله أنْ يَجْعَل فيْه الأجر!
مِسَاحَة ُ الرّضَا والإيْمَان فِي هَذا الرّجُل كَبِيْرَة ٌ جِدّا ً ، كَمَا أنّه مَلِيء ٌ بِالحِكْمَة وحَافِظ ٌ للقُرآن ِ الكَريْم !
أسْتَأنِس ُ بِه كَثِيْرَا ً وأفْرَح ُ باتّصَالِه لِيُخْبِرني بِأنّه آت ٍ لِلجُلُوس ِ مَعي لِقَضَاء بَعْضِ وقْتِه ، لأنّني أَجِد مَعَه أُنْس ٌ لاأجِدُه مَع النّاس جَمِيْعَا ً ، فَهُو مُعَلّم ٌ ونَاصِح ٌ !
فِي أحَد جَلْسَاتنَا وقَد تحَدّثنا عن ِ الدّيون وحَقُوق النّاس المَاليّة ،قَال وبِلَهْجَتِه القَصِيْميّة:
"ياولدي لاتضيْق من اللي يروح أو ينكره الغير من حقك ، فأنت في الدنيا تبسط يدك تطلب حقك ويشاركك فيه عيالك ، ولكن حلاوتها لابسطت يدك يوم الحساب واخذت حقك لك لحالك ومااحد يشاركك فيه"
يالحِكْمَة هَذا الرجُل!
أجْزُم أنّ مَجَالِس ُ النّاس لو كَان َ بِها مثْل هَذا الرجُل لأصْبَح المُجتَمع بِخيْر!