أين أنا من تلك الروح الطيبة في داخلي
استأصلها من جذورها ,, وجذوري عارية بها
لا أملك سواها ... ولا أتفنن في تعذيب سواها إلا سواها
أين أنتِ أيتها الصديقة الودود
الحنان الرقيق , والثبات والثقة
لا زلتُ أنا
وكل ما حولي فرااااغ
فراغ
فراغ
حتى رفقاء الصبح
وأدعياء المساء
كآبة تعتري جنباتي
كيف لا !
حين تغدو أنشودة التفاضل بتعدد المصطلحات
وبتكرار الحروف المنمّقة بجدل
كعصفٍ ينتشي قعر السلام
ويحيلُ أعمدة الشراع إلى هوى
كموجٍ عاتٍ تنثني مترنّحاته تعباً
تهالكاً أمام شاطىء الوصول
كنتُ أجري هناك بالأمس
واليوم
أنظر إليه باستسلامٍ لم يبقَ به سوى القليل القليل
ليودّعني !
تدقّ كما طرق الباب الواقف تململاً في مكانه
كم من غادٍ ورائحٍ لغير جدوى , أو لمصلحة
وليكن ... مدام الأنا ليست عضواً في مؤتمر التحايل
وللمجاملات العنجهية قسماتٌ لا تريحني
مهما كان الثمن
ففي قفصي الصدري نبضٌ لا يقدّر بثمن
ولن أستهين به أكثر من ذلك الذي فعلت
قلبي ... أنينُ أنينَ الأنينِ به ...
وألم !
أشتاق للوطن الحقّ
وأنشودة السلام
وترنيمة طابور الصباح الذي لم أشهده بحقٍ منذ ولادتي
كم من البراءة مررتُ بها , أو مرّت بي
ولم نلتقِ حتى ونحن معاً
فكلانا جاهلٌ لأحقيّته الجوهرية
وفي إغراء لون القلم انجذاب للواجبات
وتمزيق الصفحات لم يكن يوماً في عهد الصبا عادة
وها أنا : في كل يوم
أمزّق الصفحات ,
وأمزّق الصفحات ,
وأمزّق الصفحات .....
حتى تمزّقت نفسي مني
وهوت !
تعالي إليّ بي
في نفسي كوني قابعة للأبد
إحجزيني عن عوالم التفاهة والدجى
لمكانة أخرى جليلة , نقية النبع ....
زكية الآه ....
حتى حشرجة الموت تتكرر
وتسبر غوري مراراً
وأتنفّس !
يقول Thoreau :
If we are really dying let us hear the rattle in our throats and feel cold in the extremities
وكأني به كياناً لا ينفصل عن زعزعاته الحياتية البتة
وإلا كما قال متمماً :
If we are alive, let us go about our business
ويكرّر
Simplicity, simplicity, simplicity
ويختمها :
Here, I will begin to mine