منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أمُنياَت مُهِدَورة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-26-2010, 11:17 AM   #5
سلمى الغانمي
( كاتبة )

الصورة الرمزية سلمى الغانمي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

سلمى الغانمي غير متواجد حاليا

افتراضي


.

نص / لساكن الوريد
6 ذي الحجة 1430هـ





:

:


مُنذ زمن بعيد، لم أصافح القلم شوقاً لك
ليس إلا ، إن القلم ليس بقادر عن وصف
ما يخالج الوريد ، يا ساكنه
ليس إلا ، إن قطرات حبره باتت قليلة
قليلة جداً أمام مشاعر تحتاج لألف طن
من ( قنينات) أحبار
ليس إلا ، إن جُلها تعجز عن ملاحقة نبضات متسارعة
تارة تخفق وتارات تجهش بالبكاء
تحت ما تمتهنه من خداع لملامح يراها الكثير .

***

يا أنت ، أفي بُعدك نسيان ؟
بيننا مُدن عامرة وبنيانها الشاهقة
بطرقها الممتدة لم تعطِ لأنفاسي التي تهرول إليك ليلاً
محطة تشهق طويلاً وتزفر إرهاق المسافات المتوالية .
تشرق قبل الصباح في ثنايا الروح
كأنما تتخلل خيوط الشمس نوافذ غرفتي
لا أحتاج لإزاحة الستائر المُنسدلة
فالإشراق يقطن الروح ..
يتمدد
و لايغيب
يشاركني اليوم الذي أبتدئ ويتشكل
مع الأوقات غروب أصيل ,
كما قلت ذات يوم
عند غروب مخملي
بأنه "يقرّب البعيد في لحظة خيال
ويبعد القريب في ضجة واقع "
تأتي لحظة ظهور القمر في وسط السماء
أراه يسارع الخطى ويتشكل هلالاً مضيئا
كثغرك الباسم في العيد الماضي
ووجهك الصبوح في تقبيل طفلة تختال فرحاً
وتتمخطر في فستان العيد الجديد ؛

***

أنت عيد مُتجدد كلما يهم بالوداع يـِقبل
أنت في ثنايا الوريد ملك حبيب لشعب
لا يرى اتساع الوطن إلا عندما
تشاركهم زحام الشوارع
الجميع يتهافت إليك
بـ"يا صباح الديار الفريدة
يا طلة الصُبح في جبين ملك حبيب"
وفوج قُبلات مُرسلة في الهواء
حتى هي بذاتها تريد إصابة الهدف ؛

***

يا ساكن الوريد
لا المسافة المُمتدة بيننا
ولا الزمان البعيد للقيانا
ولا الأقلام الحائرة في وقفتها عند عتبات السطور
ولا الملامح التي توهم الآخرين بسعادتها
في غيـابك .. سفرك
هللت بالنسيان ومنحته مُتسعا
يكفي أنك حتى في التعب التي تُهديني إياه
منبع فرح ..؛



سلمى الغانمي

 

التوقيع



الحُزن وحده من يغني , وتتجمهر حوله قلوب كأنها من بيوت طين مهجورة .

twitter : salma alghanmi

سلمى الغانمي غير متصل   رد مع اقتباس