الخميس.. يوافق عيد ميلادي...
آخر مرة احتفلت به، و المرة الوحيدة، كانت عند بلوغي السادسة من العمر.. ارتديت فستانا أصفر منفوش بنجمة على خصره، و أعدت أمي الجاتوه بيديها المباركتين! وزعنا المشروب على الطاولة و تصورت أولا برفقة شقيقي
و من ثم برفقة أمي.. و أخيرا؛ وحدي! وقفت على الكرسي وقفة استعراضية عند تصويري
... ما أزال أحتفظ بهذه الصور حتى اليوم. كل عام، في عيد ميلادي.. أذكر هذا الاحتفال الصغير السعيد و...
بعد ذلك، من أشعرني دائما بأنه يوم يستحق التذكر - رغم أنني لا أستطيع نسيان ذكراه مهما حاولت - كان: نور عيوني و روح قلبي.. نوف و أحلام..
بكل هداياهما البسيطة من خاتم و عقد و تحفة على شكل عصافير و و و و علب الزينة و كل ما قد تحبه الفتيات ..
أحببت انتظاري لاتصالهما و الأغنية الجديدة التي سأحصل عليها في كل ميلاد و الأمنية الأجمل بأن تظل أخوتنا متى ما كنا ..
يوم الخميس سأتم ثلاثا و عشرين سنة... و كم تبدو كثيرة جدا عليّ!
يقال أن سن النضج يقدر بحوالي الرابعة و العشرين، حسنا! اعتدت دائما البكور في معظم أموري.. لذا حاولت إقامة احتفال كبير بهذا البكور!
و سأحاول أن أودع ما مضى .. بكل قدر ممكن من التفاؤل. لأن بداية كل شيء تعني نهاية شيء آخر!
لا نملك الاختيار ولكننا نحاول التقبل فقط ..
الكل حولي ممتلئ بالحماسة و الاستعداد لهذا الحفل، البعض يعتبره فرصة للتنفس خلال الضغط الانتحاري للجامعة.. و البعض يراه مخرجا للترفيه، و البعض بكل حب يحاول بصدق أن يحتفل بي كما فعلت الصديقات بتكفلهن بكل ما يلزم و إقامتهن حفلا كبيرا على شرفي.. لم يدعن لي أي فرصة حتى بمعرفة تخطيطاتهن ولا حتى نوع الجاتوه الذي يحضرن لجلبه! علي فقط أن آتي و أستمتع بكل المفاجآت.. كالأطفال تماما
و البعض ... لا يكترث حتى بالمناسبة ولا بي أساسا. و البقية؛ لا أعلم حقا..
كل ما أفكر فيه - بالاضافة إلى المظهر الملائم من زينة و ملبس - هو أمنياتي بأن ينتهي على خير..
و كلما تذكرته أردد: " آه، أكره الأعياد ... تظل تذكر المرء بكل ما يستلزم ليكون العيد حقيقيا، و بكل ما ينقصه " !