العزيز اكرم التلاوي ..
ما لونته بالاحمر يخص اخطاء الولايات المتحدة الامريكية التي هي واحده من الدول الديمقراطية الكبرى لكنها لا تمثل الليبرالية كفكر او كممارسة
وعندما اقول لا تمثل لا اعني انها راعية الدكتاتورية العالمية فعلى الاقل في امريكا هناك ديمقراطية تصلح نفسها بمعنى هناك مراجعه ونقد دائمين
لكل الاخطاء وهناك من يعترف بالخطأ وليس مثل دكتاتورياتنا التي تستمر بالخطأ ولاتقبل بنشره ناهيك عن نقاشه .
عندما نبحث عن الحرية والراي الاخر فعلينا ان نتقبلها بحدودها التي نفرضها على الاخرين والامثلة الملونه بالازرق تمثل افرادا ايضا كما يحلو
لنا ان نصف الارهابيين الاسلاميين بانهم افراد فقط وبالنسبة للرسوم المسيئة الدنماركية فهناك رسوم مسيئة للمسيح نفسه الذي يعبده الدنماركيون
ومع ذلك يجدون ان الاساءة له لا تعتبر اساءة للحريات المدنية بقدر القاء القمامة في الشارع العام او تجاوز السرعة القانونية في الطريق العام
لنحاسبهم على هذه او تلك يجب ان نتفهم رايهم الحياة هي اعلى قيمة لديهم (ولدينا ولكن ندعي خلاف ذلك) وبالتالي فمهما رسم الرسام او فعل
من يفعل شيئا ضمن حدود لاتسئ للاخر باي طريقه فهو حر , وما نفعله نحن اننا نضع مسميات لاشياء وقداسة لها ثم نطالب الاخرين بتقديسها
مع اننا لانقدس مقدساتهم فليس من حقنا مطالبتهم باحترام مقدساتنا واعتقد ان الرسوم المسيئة لاتصل الى حرمة الدم البشري الذي يدعي بعض
الاسلاميين انه اثمن من احجار الكعبة بينما يريقونه من اجل احجار ارخص ثمنا .
ذلك مايميزنا عن الغرب نحن نعبد المسميات ولدينا كم هائل من الشعارات وهم يقدسون الانسان ولايعبأون بالشعارات مهما كانت براقه ولانلجأ
للدفاع عن الحريات العامة الا حين يتم قمعنا اما حين نقمعهم فكل شيء مباح في الحب والحرب (لدينا الحرب فقط) .
ما علاقة الليبرالية باستخدام امريكا لقنابل من نوع معين اذا كان المسلم مطالب باعداد ما استطاع من قوة للارهاب واظنك تحفظ النص فهل
ماهو واجب علينا محرم لديهم ضمن ليبراليتنا نحن ومع ذلك فامريكا لا تمثل الليبرالية ولا حتى السويد وكندا حيث الرجال تقاس بمدى التزامها
بالنص وليس العكس فالدين لايقاس برجاله وانحراف ادعياء الليبراليه عن تطبيقها لا يضاهي ببراعة الاسلاميون في تطبيق شريعتهم .
لا احب اللف والدوران ولكني يجب ان اوضح ان الاسلاميون ليسو هم المسلمون وقرائتهم للنص ليست بالضرورة هي الاسلام
المشكلة لدينا حين نناقش الليبرالية والاسلام ان الاسلام لايمكن له مهما تحايلنا على النص ان يستوعب الليبرالية الا ضمن قراءة مشوهة لها
عن نصوصها الاصلية فالبيئه التي ولدت فيها الليبرالية تختلف عن بيئتنا تماما حيث لاحريات دينية ولا مدنية ولا اجتماعية والكل كما عبر احد
الادباء الروس واظنه تشيخوف حيث قال : (سائس في حضيرة للخيل دكتاتور في عمله ) فنحن نمارس الدكتاتورية بالفطرة حتى لو كنا في
موقع غير مهم كسائس خيل فكيف بمنصب قيادي بمعنى ان قرائتنا للاسلام لن تصل بنا الى حالة من التوازن بين العقل والمنطق العقلي من جهة
وبين الحفاظ على الثوابت لذلك فالصدام بين الليبرالية وهذا الاسلام (المقروء بصورة ارتجالية) هو امر حتمي قطعا .
الاخ اكرم جميع الامثلة وخاصة الحمراء هي اثقال للنص فمثلا رقم 30 ما علاقة الصراع الاقتصادي بين امريكا واوبك حول النفط والتلويح
بحرمان دول اوبك من اسواقها بالحرية لو كان نيكسون يرانا اعداءه لضرب منابع البترول او احتلها كما فعل اخلافه , المسالة كلها تخص دفاعه
عن نمط حياة شعبه بصورة دبلوماسية تسبق اللجوء للقوة المسلحة .
مجرد ان يعتبر الاسلاميون الليبراليه عدوا للاسلام يعني عدم امكانية احتواء الليبرالية داخل عباءة الاسلام وكذلك عدم امكانية ايجاد مشتركات
مادامت الليبرالية ترى حرية الفرد بما لايتعدى الحريات العامة بينما الاسلاميون يرون ان الحريات الشخصية يحددها المجموع وليس الفرد نفسه
شكرا اكرم والتحية موصولة للجميع