.
.
لا ينبغي أن نكون ( مُسالمين ) لدرجة كبيرة , فالبعض لا يعي حُسن نيّة المُسالمين ! 
ولا ينبغي أن نُجبر أنفسنا على تقبل ملامح لا نشتهيها كي نعيّش , فالحياة ليّست بيد أحدهم 
كي نخشى الموت أنّى نفرنا منه ! 
ولا ينبغي أن نصمت ونصمت ونُخرس أصواتنا في الأوقات الصعبة كي لا نجرح من
يتعمد مُصادرة أشياءنا / أصواتنا / أحلامنا وحتى ملامحنا ,إذ أن ذلك الأمر سيكلف
خزانة صبرنا الشيء الكثير وقد نصل في يوماً من الأيام بسبب هذا الأمر إلى مرحلة 
الجنون واللا وعي فيصدر منا أفعالاً لا تُشبهنا !
 
أنا أُؤمن بتلك الأمور , وغيري يصرخ في وجهي دائماً حينما أُصر على جرح كبرياء شعورهم بأنا لا أفقه شيئاً
سوى أنني أكبر من ان أغدو يوماً مثلهم , وأنا أقوى من أن أسير على خُطاكم يا رفاق فيما لا أشتهيه !
 
 
فَصديقتي مثلاً : حدثتني اليوم عن فرط مللها من المُكوث مع الملامح التي ترصد 
اخطائها كي تشمت بها , وعن ضجرها من أفعالهم في حين أنها لا تحسن الاستغناء 
عنهم لأنها بحاجة لأن تعيّش معهم إذ أنها لا ترغب في المكوث لـوحدها !!
 
 
فَأجبتها وأنا أنظر للوجهة الأخرى : لأول مرة ياصديقتي أجد بيننا إختلافاً , ولأول مرة 
أشعر بأنكِ بعيدة جداً عنّي , أنا لا أشبهك في هذا الأمر أبداً ( أُتصدقين ) إذ أنني
أُفضل المكوث لـ وحدي إن كانت الملامح التي ستأخذني منّي لا تُشبهني , وَخالقي
أُفضل أن أبقى وحيّدة أُسمعني وأجيبني بلا ضجيج أصوات لا أشتهيها !!
 
 
 
وفعلت مالم يفعله غيرها وظلت صامتة تتأمل تقاسيم وجهي مُبتسمة !
 
 
 
مممم حمداً لله فلقد سافر صوتي إليها دُونما تشويه أو صراخ , وذلك مالم يحدث
مُسبقاً , سأعتبره إنجاز إذاً وسأسعى جاهدة لـتوثيقه في سجلاتي 
 
 
 
سآرة القحطاني