يا فَقْد
يا غِياب
يا كُلَّ الأحْلامِ المُتَضائلَة
يا كَونٌ تَدَثَّرَ بِمَلامِحِهم
يا أنَا
يا كُلَّ الأشْياءِ الجَميلَة التي تسرَّبَ مِنْ صَمْتِها حَيَاةٌ
مَغْروسٌ فِي ذَاكرَتي هَديرُ خُطُوَاتٍ .. تَسْعى بِاتِّجاهِ الضَّوْء
تَصِلُ دَائماً إلَى البَابِ وَتَجِدُهُ مُوصَداً بِالنِّسْيانِ .. لَكِنَّهُ لا يَشْتَهي ابْتِلاعَها
لِتَعُودَ مُحْدِثةً تِلْكَ البَعْثَرَة التي تُضَيِّعُني ألْفَ مَرَّةٍ
ثُمَّ لا أعُودُ إلَيَّ إلا وَالمَطَرُ مُنْهَك
جَفَّت السَّماء.. وَشَهِقَ الغَيْم
وَقَلْبي المسْكينُ يَنْظُرُ لِلأعْلَى
لِـ فَوْق
لِـ الاتِّسَاع / المَدَى / الهُدُوء
لِـ الدِّفْء
هُوَ الحُزْن .. ذَلكَ المُحَرِّضُ عَلَى المَوْت
المُحَرِّضُ عَلَى الحَياة
البَاعِثُ في كُلِّ التكْوينَاتِ المُتَهالِكَة رَغْبَةَ الهَرَب
رَغْبَةَ العَوْدَة / البَقَاء
هُوَ الحُزْنُ الذي يزيلُ قِشْرَة الأنْفَاس
وَهُوَ الحُزْنُ الذي يَنْبَجِسُ بِسَبَبهِ مِنْ عَيْني زَمَنٌ ضَوْئيٌّ _ أبْيَض
هُوَ الذي يُسَوِّلُ لِلدُّخانِ كيْ يَذوبَ في دُمُوعِ الخَوْف
هُوَ الغَفْلَة
هُوَ الحَقيقَةُ التي يُشَكِّلُها التُّرَاب
الانْكِسار
أنْ تَبْحَثَ عَنْكَ وَلا تَجدَك إلا مُعَلَّقاً بَيْنَ غِيابٍ وَغِياب
فَقْدٍ وَرَحْمَة
قَلْبي مُسْتَمرٌّ في النَّظَرِ للأعْلَى
ثُمَّ إنَّ هُنَاكَ يَداً تَضُمُّهُ بِعَطْف / حُنُو
تُشْعِلُ فيهِ أنْفاساً
فُسْحَة نَبْض
يَكْتَنِزُ أناشيداً تُبَلِّلُ رِيق رُوحي .. وَلا يَبْقى لِمَسارِبِ الجَفَافِ بِدايَة