قبلةٌ واحدة وأصبحتُ لكِ أسير
من ثغرٍ ملائكيٍ مكتنزٍ مُثير
في أنفاسِه شجنُ الناي، طعمُ الزمهرير
يبدو كثغرِ العصافير مسكيناً خجولاً صغير
كنتُ أمامه أغضُّ الطرف ككهلٍ ضرير
وما إن اقتربتُ منه اكتشفتُ أني المسكين الخجول الصغير
استسلمتُ له كما تستسلمُ الحسناء للثوبِ الحرير
كما يستسلمُ للنوم ذاك العبدُ الفقير
ويلي منه يصارعني كأني الخطيئة كأنه الضمير
يبتلعني و يرميني في الرمق الأخير
رحماكِ حُلوتي نورك نارٌ و قلبي من حواء كسير
أدعو لكِ أن يحفظكِ العلي القدير
الذي صوركِ ملاكاً وهبكِ شِفاهاً من سعير
أُحبِّكِ أيا امرأةً ترقُص كالبلابل تحت الأمطار
تمارس الحب بعنفوان الريح جنون الإعصار
أحمل لك يا حبيبتي من جنة الحب تذكار
قبلة عاشق مات شهيداً من أجل الأشعار
أبعدوه عنك شيدوا الحصون وضعوا الأسوار
أحرقوا زهور الصباح ستروا العار بالعار
ونسوا أن شفاه العشاق تحمل نزق الثوار
قبلاتهم لحن بربري يمزق كل الأوتار
يسمعه الأصم تطرب له الأحجار
نسوا أن العاشق لا يلبس مثلهم وجهاً مستعار
و لا يدعي النبوءة وهو أكفر الكفار
فتعالي حبيبتي فلا فرق بين الخمر والخمار
هذه عقولهم يبقى الدهر ويفنى العطار
وتبقى عيناك للشعر جداول وأنهار
و أعدك طفلتي مهرة خيالاتي
أن تبقى عيناكِ سيدة كلماتي
فقد تعبت واعرف أنك متعبة مولاتي
من أناس يضعون الحب في خانة الشهوات ..
دفنوا في فؤاد حبيبتي ملايين الآهات
اعتبروا شفاهها أول المحرمات
لكن قبلاتي ستنسيك ليلاً مثلجاً شاتِ
وجسمي سيحرق برد النهداتِ
كلما لامست يدايا مواضع الطعناتِ
وزحفت شفاهي فوق الجمرات
فارتعشت حوريتي،
كارتعاش الشجر في وجه النسمات
بعد أن وضعوها في عدادِ الأموات
عاد النبضُ فيها وعادت شقاوةُ الفتيات