[سناء البخاري]

مجروحٌ صوْتُ الوَفاء
قاتل هدُوء الصمت ...
نَازفٌ بِكل عَدَاء

{{لِقَاء}}

تلك كانت البِداية
والطرِيق إلَى جوْفِ الصحراء....

ذاكَ المَسَاء....
بكل هدوء تَسلل
يرسم الخطوطَ الحمراء..

ذَاك المساء...
مر يَجْدل ضَفائر الرتابة
عَلى جُدران ٍعَذراء
وبِكل تَرَانيم الإغراء...
عزَفَ النّسيم أنشودة اللقاء



طِفْلة...
وَقفتُ لوَهْلَة...
ضميرٌ قَتَلَته الغفلة...
ومَا مِنْ استجابة للنداء

مجروحٌ صوْتُ الوَفَاء..
وسَطَ زَحمة الغرباء
لِمَ الخوفُ؟
لِمَ الشقاء؟...
أصْلُ الغيمة قَطْرةُ مَاء..
وَأصل الخيانة إنْعِدام الحياء..



مبْحُوحٌ حَلقُ الطفلة
مزروعٌ بُكاء..
كلماتٌ نَاطقة خَرْساء...
نَظراتٌ مشنوقة عَلى حَبلِ الهواء..
ولاَ أرَى إلاّ أرْيَاف عذابٍ
نَتيجة الوَفَاء....؟


إخْتلفت الحكاية ..
تَكلم الصّمْت بِجَفاء...
هدَّد الهدوء بانفجارٍ
لَيس بعده صَفاء..
تَغيرت دُروبُ اللقاء..
قارِئة حَظ تدنو بِابتسامة صَفراء...
وحبيب مبتسم يرْمُقني بغباء...
رَمل...
وَحجر...
وَوشوشة لخيال مثقل عَياء...
إختَنق الصمتُ فِينا وَانتَفض يصرخُ :

أشقياء....

رحْمَاك يَا صمتُ لا تجلدني
فَأنا منَ الضعفاء....
لَستُ سِوى قَلْب أثخنته الأخطاء...
يَنتظر الحُكم بِعُيون سَوداء..
هُنا سَيُمزقُ قَلبِي ويصبِحُ أشلاَء
كُل مَاحولي ناطق بالقرار
تنقصني فَقط :
بَصمة حَبِيبي كإمضاء..


لِمَ تراه يسْترسل في الشرح
فَقد تقطعت الأحْشاء..
هَل يُعد وَداعاً للقاء؟؟
كلماته رغْم هُدئها :
خِنجر بطعنات نَجلاء..
لا حل لِمعادلة عَمياء..
فَالماء مَاء..
والهواء هَواء..
والغدر نَاطقٌ هُنا بكل عَداء..


أوَد لَو أصْحُو من غَفْوتي
لَكني أخشى بَعدها أن يُصِيبني الإغْماء...
مَن قَال أن الحب جُنونٌ يَعِيشه العقلاء؟
كُل المشاعر أصبحت سَواء..
مَجروح صَوت الوَفاء
وَما مِن دَواء..


مهدت ورَصفت...
شيدت وَهَدَمت..
حلمت ورسَمت...
ومع حلمي بكل تأن مشيتُ..
خُطوة بخطوة أرتشف البقاء
لكن معَ رَمشة عَين نُثِر الحلم هَباء



قلب مِرآته عَمياء؟؟؟
......
لاَ ورَبي هُو الغباء...
تَحت سياط الخوف تَرقبتُ
انسدال سِتار هَذَا اللقاء...
حَان الوَقتُ وانتهى المَساء...
كُل فِي طَرِيقه لاَ يَلوِي للوَراء...
إنْتَهت حَكَاية الوَفَاء..
فَوَداعا بكل حُروفِ الهِجَاء..

سناء البخاري