عرفتك أصمًّأ غير مفوهًا ، تمسك يدي إذا أردت أن تتحدث ، وعينيك في مواجهة عينيّ ، لاتعرف أنّ الليل أسود والنهار مشرق لأنك أعمى ولكنّي معك أعرف أن ثمة لونٍ واحد تستطيع معه تستخرج النظرة الحكيمة والرؤيا الصحيحة .
كنت تقول لي قديما لسانكِ قشيبًا نسي النغمة إلا وأنتِ ترتلين أيات ربكِ وتقول : أتذكرين هذه التراتيل والتي كان الجيران يظنّوا أنها لمقريءٍ صغير ينبثق من جهاز تسجيل !
أقول : نعم أذكر وأقول له : تبقّت هذه النغمة الجليلة ، هي الشيء الوحيد الذي لم يغيّره العمر الذي يتوسع كالسماء
يقول : أنتِ سماء حقًا ، فأقول له : وأنت إذًا الأرض
يقول : أنتِ جزء منّي ، فأقول : وأنت نصف النصف من كل شيء أحمله
تقول : أنا ياموضي أعمى وأنت دليلي ! فاقول : وأنت عينيّ التي أرى بهما لاتظنّ أن العمى عمى النظر
فتقول : أعرف ، إذًا رسائلي العتقية والحديث منها أستمعها ، يقول : نعم أسمعها !.
::