منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - كيف ماتت أحلامُنا
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2011, 07:46 PM   #39
حياه
( كاتبة )

الصورة الرمزية حياه

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 21

حياه سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي




..

11-
إلى أين الهروب لا مفر .. لا مفر.
رأسي للأعلى مكابرة سقطت دموعي متتالية..
أدثرها سريعا بغطائي الأسود لئلا يرونها ويشمتون ويسخرون، ليتهم مثلما يشاركونك
فرحك، يسارعون في النيل من حزني بأن يضعوني في لحدي..
أشارك المغنية صوتها أردد بصوت بائس..
لا تهم هذه الليلة لا يهم من هم أبطالها ..
تمشي أمامي وتمسك يدها المخضبة بالحناء، ويدك الأخرى تلهى في جيبك الأيسر
ترى هاتفك المحمول الذي لم تسكته حتى لياليك الأندلسية،
تجلسان أمامي تماما وكأنك تعمدت أيضا ذبولي الأخير، كم أكرهك كيف تجلس
بجانب امرأة غيري، امرأة لم تحلم بها يوما ولم تراها وهي طفلة ولم تكبر وهي
تلعب أمام عينيك.. ولم تلاعبها يوما هي وإخوتها، امرأة لا تعرف اسمها سوى من
أشهر قريبة، لا تعرف عنها شيئا على الإطلاق ، لم تعد لك الشاي كما تحبه
مثلما وفعلت بالسابق،
كنت أستبقهم بشغف قبل الغسل أن أحظى برشفة من بعدك، وأتلذذ بأنفاسك
وشفاهك ورائحة يدك، كنت آكل من بعدك دون علمك، وأشتم رائحتك بثيابك ..
وأضمها طويلا خفية وأرقصها حينا وأرتبها وأضعها في مكانها كي أتعوّد
على ذلك!
قاسية هذه الليلة .. موجعة هذه الليلة .. قاتلة هذه الليلة ..
كم أنت قاسي وموجع وقاتل . لمَ تفتك مني ماذا فعلت لك، ما الذنب الذي اقترفته
حتى تحبني وتوهمني بحبك مذ الطفولة إلى أن كبرت كبيرة ، لم أعرف رجلا سواك
ولم أحلم برجلٍ غيرك، فتاة هادئة لم تخونك حتى بأحلامها و واقعها، رفضت الرجال
وبترت سيرهم .. فتاة وفيّة حضرت ليلة عرسك و بها مرارة لا يعلمها سوى الله،
ما الذي فعلته إذن حتى ترحل؟ أتدري إنني أكرهك الآن أكثر من أي وقت سبق،
كيف لم تتمسك بي كما ورفضت الرجال وتحديت والدي وكان يرضى برفضي
الدائم لكل متقدم بقوله: "أنا عارف بشوره من اللي بتاخذه ومن محجوزه له واحد قالي
أبي بنتك ..ما أخاف عليها"!
أخبرني أيها الرجل الغريب الذي تجلس أمامي، كيف أكون لرجل سواك بعد هذه
الليلة؟ لمن سأزف ومن سيصبح اسمه ملتصقا بأوراقي الثبوتية؟
ويصبح أبا لأبنائي وبناتي؟ هل ستكون لديك الشجاعة لتأتي وتراني مع رجل غيرك
كشجاعتي في أخذ دور البطولة دون تمرد ، دون هروب.. دون اعتذار ،

 

التوقيع

:


حَسبُنَا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون .

حياه غير متصل   رد مع اقتباس