ويسألني الليلُ أين الرفاق
وأين رحيق المنى والسنين؟
وأين النجومُ تناجيك عشقاً
وتسكبُ في راحتيك الحنين؟
وأين النسيمُ وقد هام شوقاً
بعطرٍ من الهمس لا يستكين؟
وأين هواك بدرب الحيارى
يتيهُ اختيالاً على العاشقين؟
فقلتُ: أتسألني عن زمانٍ
يمزّقُ حباً أبى أن يلين؟
وساءلتُ دهري: أين الأماني؟
فقال: توارت مع الراحلين
ولم يبق شيءٌ سوى أغنياتٍ
وأطيافُ لحنٍ شجيّ الرنين
وحدقت في الكأس: أين الرفاق؟
فقالت: تعبتُ من السائلين
ففي كل يومٍ طيورٌ تغني
وزهرٌ يناجي ونجمٌ حزين
ودار تسائلني مقلتاها:
متى سيعودُ صفاء السنين؟
وفوق النوافذ أشلاءُ عطرٍ
ينامُ حزيناً على الياسمين
ثيابُك في البيت تبكي عليك
ترى في الثياب يعيشُ الحنين؟!
وعطرُك في كل ركنٍ ودربٍ
وقد عاش بعدك مثل السجين