[شهيق ورده]

عطيه الشلهوب

وإطلالةُ الشُمُوسْ وأنهارُ معرفه..


يسعد صباحك أخي الفاضل..


أعتقد أنني لن أجد ما أقول أمام إضاءات المُفَكِّريْن التربوييْن قايد وزايد..


فعلاً تولية من لا ينتمون للإطار الأكاديميي جملة وتفصيلاً يُودِي بكوارث بالغة الضرر ..قصيرٌ مداهُ أم بعيدْ..

ومسألة تنشأة الصغار على أبجديات تكفَل بلْوَرَة قواعِد الشخصيّه لديهم في فترة ما قبل المدرسة أمر ثَبَتْ علميَّاً وعَمَلِيَّاً مدى جدواه في إثمار قِطَاف تَعِي ما تتعلَّمُهُ وتُعَلِّمُهْ..

فمتى ما تولَّدتْ لدى المرء القناعة المُطْلَقَه باستحقاق بذل الوقت والجهد في أمرٍ ما..هنا يجني الأخضر قبل هُطُول خيرْ..

في مجتمعنا نماذج مشرِّفه وقفتُ أمامها ذات إمعان في فِكْر تلك الأُميَّه التي تعلِّم صِغَارِها أهميَّة احترام الكبير..والصلاة في المسجد حين نداء حقْ..وتلك المُتَعَلِّمَه التي تُسَخِّر أدوات التقنيه لخدمة أطفالها ..فيكون الصوت والصورة على طيْبَه ومَكّه ..وقصص الأنبياء وقنوات المجد التي لا يخفى أثرها في تأصيل الصَلاَح السلوكي في مرحلة ما قبل التعليم الإلزامي للطفل..

عملية التعليم الإلزامي لدينا لا تُقَاس بِ خُــذْ توْلِيفَة سعْدِكْ وأمجادِك وبذرة طموحك!! بل هــاتْ سذاجتك وتَبَعِيَّتِكَ واستنْساخِكَ لما قالهُ الأستاذ في الدرْس؟!

أذكر حين تصفُّح على دراسة لباحثة أمريكية.."مُقارنه حول التعليم بين الشرق والغرب",,وأبْدَتْ الباحثة استغرابها من موقف بسيط لاحظته في مدرسة شرْقِيَّه إذ تقول:

"دخلتُ على أحد الفصول كجزء من دراستي لتقييم أسلوب التعليم المُتَّبَع لدى الشرق ..وقررتُ أن تكون حصة الرسِّم هي اختياري لذلك اليوم نظراً لإعتقادي أنَّهُ سيكون أسهل بكثير من حصة حِساب أو فلسفه! ولكنني فُجِعْتْ..

رسَمَتْ الأستاذة طائراً على السبُّوره, وطلبتْ من الأطفال اسْتِنْسَاخْ ما رَسَمَتْ في أوراقِهِم!! لماذا كُل الطلاب يجب أن يكون أمامهم نفس الطائر؟ لماذا إذن كانْ الرسم هواية وموهِبَة يجب تنْمية الحِس الإبداعي لدى الطفل بجعله يستشعر مواطن الجمال في ما يشاهده في صباحه وما تستلِذُّهُ جوارحُه وليس ما تُجْبِرُهُ الأنظِمَة التعليميه على اسْتِنَساخِهْ؟! شكرتُ ربِّي على نظامنا الغربي الذي طالما كنَّا نستاء من قيود روتينيّه تُفْرَضْ علينا وقتذاك..ولكنْ..بعد ما شاهدتُهُ لديهم..نحن الأفضل بالتأكيد!"



شفتوا قد ايش مسالة القمْع الأكاديمي تأثر في كثير من توجُّهاتنا الشخصيه اليوم في مرحلة الشباب!


أصلا حتى هواية الرسم..أصبحنا نجدها إلزاميَّه في سجلنا الدراسي لأنها الأفضل في نظرهم!



وأرجع أقول الحمدلله..وعي حواء الأم بدأ مرحلة نمو حثيث في سبيل إنقاذ ما يمكن استدراكه من شخصية أطفالنا ..

ابنة أختي-سنتين- اعْتَادَتْ أن تقول السلام حينما تبدأ مكالمة على الهاتف,تُصلِّي وهي تنْفُثْ على نفسها حين تجد والدتها مُتَلَّفِعَة بحجابها, ولأنها إعتادتْ تحصين والديها لها .. تُسَمِّي على نفسها حين تُؤخذ حين سرحان

بيدِنَا الإعْمَار..ولكنْ..من يضمن لنا زلْزَلَةُ دَمَار تعْليمي !!


شُكراً للجميع ..وعلى الوعي حين طَرح..