منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - 1990 - 1999 م
الموضوع: 1990 - 1999 م
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-2011, 03:22 PM   #3
منيرة
( كاتبة و مصممة )

افتراضي




- ثمة ينابيع دفيقة هذا المساء تأتي بالأيام المعلقة على مصابيح الحنين .. تفرش طُرقات من تيهٍ وتنز الدموع على طيبها .. ثمة روح .. روحي .. تركض تحت السُقف الرثّة وبين العربات المحملة بالخير والعفن على السواء في أزقة السوق وعامود الفناء مرتكز ذا وجع خاص .. كانت العصريات لاتستطيع ان تمر دون أن تطبع على جبينك حكاية .. إبتسامة .. وأغنية وتلويحة غضة وربيع أشجار البُن المقَزّمة سوداء الجذع وأشجار الكاكاو الذهبية كأنها الشمس داخل صدرك فقط لا ملجأ ولا مغارات تعصمك من الروائح المستثارة فأنت تشتمها كلها ولاخيار أمام أحايين تطبع بكاء وشقاء لا يمكن أن تتقاسمه إلا مع أنت حيث أن الذين حولك لا يهتمون بتقاسم الشقاء معك فلا سخاء ولا عقلانية في طلب ذلك بيد أن شقاءك الذي يتعاظم تحت العنبيّات الحمراء يتضاءل عند شقاءك الذي تعاظم الآن تحت الجُدر الإسمنتية الصلفة كأنها وجه بندقية تعني إما موت وإما موت آخر ..
خشخشة الأغنيات الرديئة كانت تُشكل مزاج وليس لأحد أن يُحاسبك على مزاجك أيضاً وحيث أن فورة المزاجات بي كانت في تلك التسعينيات في الـ 94 تحديدا رغم أن السن ذاك لايحتمل التمرّد المزاجي البغيض إلا أن بناء الشخصية ورسم حدود التعاملات إن لم يبدأ مبكراً قد لا تستطيع البدأة به في الأوقات الأكثر منطقية لتمرّدك ..
كانت الأجواء حين تضيق بالتعب ترسم لك طريقين لا ثالث لهما إما أن تعبر أحدهما أو أن تطلب الضيق أن يقضي عليك والذي يدعوني للضحك حين انهمار هذه الذكرى بالتحديد أن العناد كان يتطاول في تلك الأزمنة حتى وإن كان المعاند لنفسي نفسي ..
وكما هو معلوم النواتج لكل صفقة عناد وقحة ( حفلة صراخ ) ذاتية وعكسية الاتجاه بما يعني صراخ داخلي يميتك ألف مرة ويبعثك في الصباح دون أجنحة ودون عيون .. رؤية مظلمة وتنهيدة وخطوات متحشرجة نحو الصندوق المشتهى الذي يحمل فيه الأحلام ويسافر بك حيث قرقرة الجداول وعبير الأزهار المخترعة عنوة في تفكيرك كان لابد أن تفعل هذا لأن هذا هو المتاح فقط والمتاح يعني الجبر عليه والتأكيد على الجبر عند كل ضحى وكل غيهب ..
ولأن الصندوق الذي يوصلك بالآخرين كان لايملك إلا النزر اليسير ( قناتين خربه نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة) كان علينا خلق المتعة في أي بث يجمع بين قلوبنا ويصنع منا دائرة منتظمة الإنحناءات .. مرتبطة الأفئده ولذا كان المستطيل الأسود الآخر يسد رمق الجوع للأصالة .. أو للجنون على حد سواء
ولأن الصندوق الأول فعل أمورا أستطيع أن أحكي عنها الآن جميلة فأنا أعطيته مالم يُعطني إياه حيث أن الوفاء والتصلب أمامه أمر لا يجيد صناعته إلا الصبورين الذين يحكون عند كل بداية مخيبة ( القادم أجمل ) والحقيقة أن في غالبية الأماني إفاقة مزكومة بالإحباط ..
الماجد الشبل كان الإعلامي الأبرز في قائمة متابعاتي يملك صوتاً يُحرضك على المتابعة والإنصات ومخارج حروفه لا تجعل للتيه إليك سبيلا الأمر الجميل الذي صنعه في البرنامج أعلاه لازلت أحتفظ به للآن وأنا أدعو الله أن يحفظه إن كان حيّا أو يرحمه إن كان ميتاً .. ذلك الجميل الذي أنبت الحماسة والتشجيع في حنجرتي .. بدد الملل وخلق التحديات التي كنت أخسرها دوما أمام شقيقي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ولا أدري عن طبيعة النحس الذي خُلق معي وأضفى ظلاله على كل من أميل إليه وأنتخبه كرفيق فوز ليصبح صاحب الخساره وكما دوماً ( القادم أجمل )
كان حماس العصريات الرمضانية تلك كعناقيد من فرح و وشوشات ضحكة وردية الأهازيج وكان ماجد يعلم كيف هو الجذب حتى مع الخسارة لتستمرئ المتابعة والتشجيع لآخر قطرة رهش تعبر صدرك ..



+
تلك الأيام الماضية كانت تحمل أمورا تستحق الرواية وإن كانت قليلة ..

 

التوقيع

منيرة غير متصل   رد مع اقتباس