[بندر الصقر]

رغم قوة الصدمة والفجيعة لم يستطع خبر الوفاة أن يفسد روحانية تلك الليلة التي سبقت رمضان , بل اني إثق تماما انها ساعدت على تلقي تلك الصدمة بإيمانٍ أكثر وإطمئنان أكبر
في أول أيام رمضان كانت الإتصالات تحمل شيئًا من تناقض , فالجميع كان يبدأ المحادثة معزّيا ومواسيا وينتهي بالمباركة بالشهر الكريم ,
وكنت أشكره على مواساته وأرد له المباركة ولم أستثقل أيٍ منهما , ومع كل إتصال كنت أستشعر عظمة روابط الإسلام وما يحييه فينا من نقاء .. وكذلك مر اليوم الذي يليه ..
في ثالث أيام العزاء _ وهو ثالث أيام رمضان _ كانت الإتصالات أكثر غرابة ,
حيث كان الله رحيما بنا ليفرحنا بالإفراج عن أخٍ آخر طال مكوثه خلف القضبان ( لإختياره الطريقة الخاطئة للتعبير عن أرائه ومعتقداته )
وبعد أن بكينا لبكاء حزن وفقد ابناء الأول , بكينا لبكاء فرح ابناء الآخر بلقاءٍ كانوا قد يأسوا منه بعد ان فارقهم اطفالا وعاد لهم شبابا ..
فكانت دمعة الفرح تدفع دمعة الفقد ..

فسبحان من أجرى الدمع في ساعة واحدة لسببين مختلفين ومتناقضين ..


كل عامٍ والجميع بخير ..