لم تكن تلك اللحظة هدفًا سعى إليه , إنما كانت حلما من تلك الأحلام الكبيرة التي إعتاد أن يريقها على كل تجمّعٍ للتساؤلات في رأسه فينجح في إذابته
أجاب هاتفه ذات صباحٍ لتأتي البشرى من الطرف الآخر بأن اللحظة التي كان مجرد تخيلها دافعا له للمواصلة قد قرب تحققها ..
للمرة الأولى لم يشعر بالطريق وهو عائد لمدينته , قضى ساعات السفر في جلباب شخصٍ لم يعرفه يوما , شخص يملك الجرأة ليحلم ... ( أخيرا ) تكررت هذه الكلمة كثيرا في رحلته تلك ..
في المحكمة وقبل لحظاتٍ من إستلامه لتلك الورقة التي تحمل معها الكلمة الأخيرة في الفصل بين الوهم والواقع , وفي خضم محاولاته السيطرة على هذا التدافع الغريب للأفكار في رأسه والأحلام والمشاريع التي تتالت عليه ..
( راكان يتصل بك ) كان هذا ماقرأه على شاشة هاتفه , يا إلهي !! لن يكون لوصولي فرحة وأنا أعلم أن غيري إبتدأ للتو , كان هذا ماخاطب به نفسه قبل أن يدفع له الحاجب تلك الورقة
بعد ساعات , في سيارته عائدا لمقر عمله لا يحمل تلك الورقة التي لم تعد بإسمه , لكنه يحمل أملا جديدا ويقينًا أكبر ..